أما كتابه الآخر فهو كتاب (أزواج النبي) (، الذي روى الزبير بن بكار منتخبا منه، ولعل هذا الكتاب المنتخب هو الأثر الوحيد الباقي من مؤلفات محمد بن الحسن بن زبالة. والذي يوضح أسلوبه إلى حد ما في التصنيف ويقدم نماذج كثيرة من مروياته التي يرويها عنه تلميذه الزبير بن بكار (4)، وفي توثيق نسبة الكتاب لابن زبالة يقول العمري: ((كتب على الورقة الأولى من النسخة الخطية ما نصه: (منتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن الزبير بن بكار) فلم يصل إلينا كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كاملا بل منتخب منه فقط. ولا نعرف من الذي انتخبه؟ ولم تسم المصادر للزبير بن بكار، ولا لابن زبالة كتابا بهذا العنوان وإن كان فؤاد سزكين قد ذكره ضمن مؤلفات الزبير بن بكار بالاعتماد على ما ذكر في عنوان النسخة الخطية فقط.
وإذا كانت المصادر قد سكتت عن تسمية الكتاب ونسبته للزبير أو لابن زبالة فإن الذي دعاني إلى تحديد نسبته والقول بأنه لابن زبالة، وأن الزبير كان مجرد راوية له هو أن سائر الروايات في المنتخب يرويها الزبير عن ابن زبالة سوى روايتين لم يسندهما الزبير لابن زبالة، واحدة تبين اسما مبهما والأخرى تتناول مسألة لغوية، وهذا دليل كاف على أن الكتاب لابن زبالة وليس للزبير بن بكار كما كتب على ورقة العنوان في النسخة الخطية (2).
Bogga 64