============================================================
وعني العالم بجمعه وتصنيفه، وأجهد نفسه في ترتيبه وتأليفه ما فيه صلاح العواقب، ونجاح المطالب، وسمؤ المناقب، وعلؤ المراتب، وهو علم فروع الشريعة : من الحلال والحرام ، والواجب والمندوب، وأخصها بالأولوية علم الأقضية(1)، والأحكام المتداولة بين القضاة والحكام ، فإن الانتداب للإصلاح بين المتحاكمين ، والانتصار للمظلوم من الظالم فيما يجري بين المتخاصمين ، من أفضل القربات، وأرفع الطاعات : 3 - وقد كان جماعة من أصحابي المشتغلين علي بعلم المذهب الشافعي سألوا وضع كتاب في أدب القضاء، يتضن جملة من آدابه وأحكامه، ونبذة من الدعاوي والبينات وما يجري لدى الحكام من الخصومات، وطرفأ من علم الشروط(2) المؤسومة بين علماء العصر في هذا الشأن ، واستمر سؤالهم ذلك مدة سنين ، والموانع تمنع، والاشتفال بتنقيح المذهب وتحقيقه يشغل عن ذلك ويقطع، وإن علم المذهب هو المرتبة العليا، وتحصيله المنية القصوى ، إذ هو النافع في الدنيا والأخرى ، وما زال سؤالهم يتكرر مرة بعد أخرى ، إلى أن استعنت الله تعالى واستخرته، واستمددته توفيقه وهدايته، وأجبت سؤالهم، وأسعفت(2 طلبتهم، لوجوب حقهم وتعينه ، وعلقت ما حضرني من هذا العلم من المسائل الحسنة الغريبة، والفروع المستخسنة العجيبة، المذكورة في (1) علم القضاء : هو علم باحث عن آداب تختص بالقضاة ، وقد اعتنى العلماء بشأن القضاة فافردوا آداب القضاء في تصيف تقل، (مفتاح السعادة: 100/2) () علم الشروط هو من فروع الفقه ، وهو علم يبحث فيه عن إنشاء الكلمات المتعلقة بالأحكام الشرعية ، وعن كيفية سوق الأحكام الشرعية المتعلقة بالمعاملات في الرقاع والدفاتر ليحتج بها عند الحاجة، (انظر مفتاح السعادة : 602، كشاف اصطلاحات الفتون : 752/3 وما بعدها) (3) اللفظ من نسخةف ، وفي الأصل : وأسعفته 5
Bogga 54