200

Acmal Kamila

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

Baare

علي الرضا الحسيني

Daabacaha

دار النوادر

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1431 AH

Goobta Daabacaadda

سوريا

Noocyada

غضب الله، وأن يكون الغضب بالنظر لتعدد أسبابه مترادفًا متكاثرًا، وذلك معنى قوله تعالى: ﴿فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ﴾. ولصح أن يكون معنى قوله: ﴿عَلَى غَضَبٍ﴾ تأكيدَ وقوعهم تحت غضب الله، دون أن يراد منه ترادف الغضب وتكاثره.
﴿وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾:
الكافرون: اليهود المتحدَّث عنهم في الآيات السابقة، وهم الذين عرفوا نبوة النبي ﷺ، وكفروا بها، وباؤوا بغضب على غضب. وعبر عنهم بالاسم الظاهر، فقال: ﴿وَلِلْكَافِرِينَ﴾ دون الضمير، فيقول: ولهم؛ تنبيهًا على الوصف الذي لحقهم العذاب المهين من أجله، وهو الكفر. ويصح حمل قوله تعالى: ﴿وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ على أنه وعيد لكل كافر بما يجب الإيمان به، فيتناول أولئك اليهود في جملة من يتناولهم من سائر الكافرين. والمهين: المُذِل. والمهين في الحقيقة هو الله - جلَّ شأنه -، وإنما أسندت الإهانة إلى العذاب، فقال: ﴿عَذَابٌ مُهِينٌ﴾؛ لأن الإهانة تحصل بعذابهم، ومن أساليب البيان: إسناد الأفعال إلى أسبابها، ومن دواعيه: كون الفاعل الحقيقي معلومًا، والإيجاز هو اللائق بالمقام.
* * *

1 / 166