199

Acmal Kamila

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

Baare

علي الرضا الحسيني

Daabacaha

دار النوادر

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1431 AH

Goobta Daabacaadda

سوريا

Noocyada

بما أنزل الله؛ من كتابه الحكيم، ودينه القويم.
ويصح أن يفسر الاشتراء بمعناه الكثير في الاستعمال، فتكون أنفسهم - في زعمهم - مشتراة لا مبيعة؛ ذلك أن اليهود يظهرون التمسك باليهودية، وأنهم لو صدقوا النبي ﷺ، واتبعوه، لوقعوا في عقاب الله، ويدَّعون في ظاهر حالهم أن تكذيبهم له يخلِّصهم من العقاب، فكأنهم يقولون: اشترينا أنفسنا؛ أي: خلصناها من العقاب بتكذيب النبي محمد ﷺ. وهذا لا ينافي أنهم عرفوا في أنفسهم صدق نبوته.
﴿بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ﴾:
البغي: الحسد والظلم. وقال بعض علماء اللغة: البغي أصله الحسد، ثم سُمي الظلم بغيًا؛ لأن الحاسد يظلم المحسود بابتغائه إزالة النعمة عنه. وجاء في الآية منصوبًا على أنه علة لقوله: ﴿يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ﴾. والفضل: الوحي.
والمحسود هو النبي ﷺ؛ فقد حسدوه على النبوة لما لم يكن من بني إسرائيل، وكان من العرب من ولد إسماعيل. ولم يذكره في الآية على وجه التعيين؛ لعلمه من مساق النظم، وللتنبيه على أن الحسد في ذاته منكر مذموم كيفما كان حال المحسود. وقال: ﴿عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ﴾؛ ليكون أظهر دلالة على أن في الحسد معنى عدم الرضا بما يختاره الله لبعض عباده من خير.
﴿فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ﴾:
باؤوا: رجعوا، ولما كان كفر اليهود يتعدد؛ كما كفروا بعيسى ﵇ وكفروا بالنبي ﷺ، وكان كفرهم باقيًا مستمرًا، حق عليهم

1 / 165