Итальянское единство

Таха аль-Хашими d. 1380 AH
175

Итальянское единство

الوحدة الإيطالية

Жанры

وبحلول سنة 1866 انهارت جميع الشكوك؛ لأن النمسة رفضت بيع فنيسيه، ولما علم لامارمورا أن بيسمارك زار الإمبراطور في بياريج زالت مخاوفه من إغضاب فرنسة بمحالفته بروسية واطمأن بذلك من ناحية فرنسة، وقد نجح في عقد الاتفاقية التجارية في آذار وأوفد في بداية شهر آذار الجنرال «جوفونه» إلى برلين يطلب من بيسمارك مخولا سلطات مطلقة في المفاوضات لقيام حلف هجومي ودفاعي فيما إذا كانت بروسية جادة في رغبتها، وكان لامارمورا قلقا من نيات الإمبراطورا ولم يطمئن إلى جانبه إلا في نهاية هذا الشهر حين علم أن نابليون يعطف على إيطالية إذا هي قامت بالهجوم.

وكان بيسمارك بلا شك راغبا كل الرغبة في محالفة إيطالية غير أن الميول السلمية في برلين كانت لا تزال قوية جدا، ومع ذلك فقد ظفر في نهاية آذار بموافقة الملك على عقد معاهدة سرية تقضي على الحليفين بشن الحرب على النمسة، وكانت الحجة التي تسوغ شن الحرب على النمسة رفضها إصلاح دستور الاتحاد الجرمني، وقد تعهد الفريقان باستخدام جميع قواتهما وبأن لا يوقعا على أي سلم أو هدنة إلا بموافقتهما المشتركة وعلى أن تأخذ إيطالية فنيسيه، وتأخذ بروسية أرضا تساوي فنيسيه سعة ونفوسا، وإذا لم تعلن بروسية الحرب قبل انقضاء ثلاثة أشهر ينتهي حكم المعاهدة، وقد حاول لامارمورا عبثا إدخال ترانيتا أيضا ضمن المكافأة المرجوة لإيطالية، ثم وقع على المعاهدة في 8 نيسان.

وأصبح هدف رجال الدولة واحدا وهو جعل الحرب أمرا لا بد منه، وكانت الأمور لا تزال تجري على عكس ما يرغبان، واستخدمت إنجلترة نفوذها كله في سبيل إحلال التفاهم محل الحرب، ولما تعذر على بيسمارك مقاومة هذه التيارات المستمرة وافق في منتصف نيسان على تسريح الجيش إذا وافقت النمسة على أن تقتدي به حالا فتسرح هي جيشها.

وحدث أن وقعت حادثة أنقذت الموقف، وتفصيل الخبر أن ملحقا إنجليزيا قدم تقريرا غير صحيح جعل حكومة فينا تعتقد بأن الطليان يحشدون قطعاتهم على نهر بو، فسارعت إلى جعل جيشها في فنيسيه في حالة النفير بدلا من بقائه على ملاكه السلمي، وبذلك أعطت الحجة التي كانت تنتظرها إيطالية لإعلان النفير ولمساعدة بيسمارك على قطع المفاوضات بيد أن لامارمورا فوجئ بصعوبة جديدة؛ ذلك أن بيسمارك أخبر حكومة فلورنسة بأن بروسية لا تساعدها إذا هاجمت إيطالية فنيسيه قبل أن يعلن الحليفان الحرب على النمسة، ولعل بيسمارك فعل ذلك نزولا عند رغبة البلاط واستنادا إلى تأويل المعاهدة غير طبيعي.

وخشي لامارمورا - وهو محق في ذلك - من أن تقنع النمسة بروسية بأن تبقى ساكنة لقاء تعويض وتزج هي جميع قواتها في إيطالية، وأخيرا أدركت حكومة النمسة حراجة الموقف وانتابها الذعر فعرضت على إيطالية التنزل عن فنيسيه مقابل وعد بسيط تقطعه إيطالية على نفسها؛ يقضي بوقوفها على الحياد، الأمر الذي يساعد النمسة على زج جميع قواتها في بروسية وحصولها على تعويض في سيلزية، وبهذا لاح لإيطالية أنها ستصيب بسهم واحد أكثر مما ترجو.

ولعل زملاء لامارمورا كانوا فرحين بهذا العرض المغري، ولكن لامارمورا يعتبر الشرف القومي أثمن من أي أرض، وأبى أن يعير هذا العرض أذنا صاغية، ولكنه سرعان ما نال ثمرة موفقة لأن بروسية فزعت للشائعات التي دارت حول العروض النمسوية وسارعت إلى قطع الوعود الإيطالية بالمساعدة.

وما كاد لامارمورا يأمن جانب بروسية حتى تهدده خطر آخر، ذلك أن نابليون قد تلقى - بارتياح - بوادر الخصومة بين الدولتين الجرمانيتين الكبيرتين، آملا أن ينتهز فرصة هذه الخصومة فيبلغ الهدفين الذين توخاهما منذ بضع سنوات في سياسته الخارجية، وهما: توسيع الحدود الإفرنسية حتى ضفاف نهر الرين والوفاء بالوعود التي كان قطعها للطليان بفسح المجال لإيطالية بأن تصل إلى ضفاف الأدرياتيك بأخذها إيالة فنيسيه.

ومما لا شك فيه أن خير سياسة كان ينبغي له أن يسلكها هي محالفة النمسة وتأمين حياد إيطالية على الأقل بإصراره على تخلي النمسة عن فنيسيه والقضاء على نمو بروسيه الهائل، وكان الرأي العام الإفرنسي قد وقف موقف المعارض للحرب، وأصبح يعتقد - كما يعتقد أكثر النقاد الحربيين - بأن النمسة سوف تنهزم أمام إيطالية إلا أنها تتغلب حتما على بروسية، فتكون النتيجة الطبيعية لذلك أن تكسب إيطالية فنيسيه وأن تكسب النمسة سيلزية، وأن تنال فرنسة لقاء حيادها حق توسيع حدودها إلى الرين بموافقة بروسية.

وكان الإفرنسيون يكرهون بروسية كثيرا حتى إن إعلان الحرب عليها قد يقابل بارتياح شعبي عام، ثم إن مجرد وجود جيش مرابط على الرين من شأنه أن يشل حركة البروسيين، بيد أن الحكومة النمسوية اعتبرت التخلي عن فنيسيه حينئذ موضوع شرف، ولجأ الإمبراطور إلى الطريقة التي كان يلجأ إليها في جميع الحالات، وذلك بالرجوع إلى فكرة عقد مؤتمر.

وتتلخص المقترحات التي ينوي عرضها على المؤتمر فيما يلي: أعضاء فنيسيه لإيطالية وإعطاء جزء من سيلزية للنمسة، أما بروسية فتحصل على شلزويج وهولشتاين وبعض الدويلات الألمانية الصغرى وتؤلف بالانتينة وإيالات الرين محمية إفرنسية، وقد ماتت فكرة عقد المؤتمر فورا؛ لأن بروسية وإيطالية رفضتا تسريح الجيش مقدما، أما النمسة فرفضت أي مشروع يتضمن التخلي عن فنيسيه رفضا باتا.

Неизвестная страница