98

Один в пути

Жанры

============================================================

10 الوحيد في سلوك أهل التوحيد وحكى لي عن ابن أخت الشيخ حسين النجار السعرتي، قال: سألته بجامع مصر عن الشيخ حسين، هل آخرج يده من الكفن بعد موته وصفق؟ فإنه كان يشهر عنه ذلك لأنه كان في طول ليله وهاره مشغولا بآلات الطرب من الدفوف والشبابات إلى حين أوقات الصلوات فيصلي ويعود إلى حاله، قال: هو خالي وشيخي، وأما إخراج يده فلم يقع، لكني أذكر لك الذي وقع وما كان عليه، كان الشيخ حسين رحمه الله تعالى يقول لأصحابه الفقراء يا فقراع أنتم مريدو حسين ولأ مريدو أنفسكم؟ فيقولون: يا سيدي، مريدو حسين فيقول: من صلى منكم غير الفرض آنا بريء منه في الدنيا والآخرة، ومن صام منكم غير رمضان أنا بريء منه في الدنيا والآخرة، والعبوا، وكان مستغرقا في حاله إلى أوقات الصلوات فإنه كان يحضر فيها، وكان لا تفارقه الشبابة والدفوف من بعد ما يصلي إلى وقت الصلاة الأخرى، لا ليلا ولا نهارا.

وكان أكابر البلاد ينكرون عليه من ذلك، وكانت قوة حاله تمنعهم من الإيذاء له، وكانوا لو أعطوا الفتوح للتصارى ما أعطوه له لأتهم رأوا شيئا لم يكن عليه الفقراء ولا عرفوه، فكان الناس يكونون في شهر رمضان في قراءة القرآن وصلاة التراويح، وهو على تلك الحال، فلما كان يومم من الأيام قال الشيخ: اطلبوا النقيب فحضر فقال: أحضروا الفقراء فحضروا قال لناء أنتم مريدو حسين أم مريدو أنفسكم؟ فقلناء مريدو حسين قال: فأنا اليوم الفلاني أموت، وكل من قال خلف نعشيء لا إله إلا الله أو قال شيء من ذلك أنا بريء منه إلا كما كنا في الدنيا نكون في الآخرة.

قال فلما كان اليوم الذي ذكر أنه يموت فيه أصبح بوجهه إلى القبلة ومات، فبقينا متحيرين أو متفكرين كيف تعمل فيما قاله لنا؟ فجهزناه وكفناه، ووضعناه في النعش، فوقع الخلاف بين الفقراء فمنهم من يقول نخرجه على عادة الناس لأنا إن أخرجناه كما قال خشينا على أنفسنا من الناس؛ لأنه كان له حال يمنعهم منه ونحن تخشى منهم، وقال آخرون: هذا شيخنا وما خالفناه قط فتخالفه ساعة وفاته، أهذا ما نفعله؟ فاتفق الحال على ألا يفعلوا ما قاله، ولا يفعلوا عادة الناس ويحملوه وهم سكوت، قال فلما اتفقنا وقصدنا حمله فلم تقدر على حمله فوضعنا آيدينا في النعش

Страница 98