[69_2]
سوى أرزاقهم في العامة. وبعد هذا قال له أن يولي دراجة عسكره، وإخراج أهله إلى مصافهم ومراكزهم، رجلا من أهل بيوتات الشرف، محمود الخبرة، معروفا بالنجدة، ذا سن وتجربة؛ وأن يضم إليه عدة نفر من ثقات جنده، وذوي أستانهم يكونون شرطة معه؛ ثم تتقدم إليه في إخراج المصاف، وإقامة الأحراس، وإذكاء العيون، وذكر له عنك هذا الرجل في الأخذ بالنافع لقيام أمر الجيش، ووقايته من العدو.
وأراده أن يفوض إلى أمراء أجناده وقواد خيله أمور أصحابهم، رياضة منه لهم على السمع والطاعة لأمرائهم؛ وحذره أن يعتل أحد من قواده عليه، بما يحول بينه وبين تأديب جنده، لأن ذلك مفسدة للجند؛ وحذره استخفاف الجند بقوادهم، لأن ذلك يؤدي إلى استخفافهم بأمره؛ وأن يوعز إلى قواده أن لا يقدموا على عقوبة أحد إلا عقوبة تأديب؛ أما عقوبة القتل أو إقامة حد في قطع أو إفراط في ضرب أو أخذ مال فلا يلي ذلك إلا هو، أو صاحب شرطته بأمره، وعن رأيه وإذنه.
ثم بسط له القول عند لقاء العدو إذا شام طلائعه كيف يكتب خيوله ويعبي جنده، ويسير في مقدمة وميمنة وميسرة وساقة، شاهرين الأسلحة، ناشرين البنود والأعلام، عارفين بمواضعهم في مسيرهم ومعسكرهم، معرفا كل قائد أصحابه مواقفهم من الميمنة والميسرة والقلب والساقة والطليعة، ليكون كأنه عسكر واحد في اجتماعه على العدو؛ فإن ضلت دابة من مواضعها عرف أهل العسكر من أي المراكز هي ومن صاحبها، وفي أي المحل حلوله منها فردت إليه؛ وأراده على أن يجعل على ساقته أوثق أهل عسكره صرامة ونفاذا، ورضى في العامة، وإنصافا من نفسه للرعية، وأن يجعل خلف ساقته رجلا من وجوه قواده جليدا ماضيا عفيفا صارما، شهم الرأي، شديد الحذر، غير مداهن في العقوبة، وأمره أن يعد العقوبة الموجعة، ويستصفي الأموال، ويهدم عقار كل من آوى أحدا من الجند، أو ستر
Страница 69