310

Тисциния

التسعينية

Редактор

الدكتور محمد بن إبراهيم العجلان

Издатель

مكتبة المعارف للنشر والتوزيع

Издание

الأولى

Год публикации

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

Место издания

الرياض - المملكة العربية السعودية

Жанры

الغيوب، فهذه صفات وصف بها نفسه لا ترد ولا تدفع (١)، وهو على العرش بلا حد، كما قال تعالى: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾ (٢) كيف شاء، المشيئة إليه ﷿ والاستطاعة له، ليس كمثله شيء، وهو خالق كل شيء، وهو كما وصف نفسه سميع بصير بلا حد ولا تقدير، [وقال تعالى حكاية عنه] (٣) قول إبراهيم لأبيه: ﴿لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ﴾ (٤) فثبت أن الله سميع بصير، فصفاته منه لا نتعدى القرآن والحديث، والخبر بضحك الله (٥)، ولا نعلم كيف ذلك إلّا بتصديق الرسول

(١) في الأصل: لا نرد ولا ندفع. والمثبت من: س، ط.
(٢) سورة الأعراف، الآية: ٥٤.
(٣) ما بين المعقوفتين زيادة من: ط. وبياض بقدر كلمة في الأصل. وبياض بقدر أربع كلمات في: س.
(٤) سورة مريم، الآية: ٤٢.
(٥) الأخبار الثابتة عن الرسول ﷺ في إثبات الضحك لله تعالى كثيرة، أذكر منها ما يروى عن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: "يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة، يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد".
راجع: صحيح البخاري ٣/ ٢١٠ كتاب الجهاد- باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم فيسدد بعد ويقتل.
ورواه مسلم في صحيحه ٣/ ١٥٠٤ كتاب الإمارة -باب بيان الرجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة. بلفظ قريب من لفظ البخاري وإثبات الضحك لله تعالى مذهب أهل الحق من غير كيف، بل يثبتون له هذه الصفة على الوجه الذي وردت به النصوص عن النبي ﷺ من غير تكييف ولا تمثيل (ليس كمثله شيء).
يقول محمد بن الحسين الآجري، في كتابه "الشريعة ص: ٢٧٧ " تحت باب الإيمان بالله ﷿ يضحك:
"اعلموا -وفقنا الله وإياكم للرشاد من القول والعمل- أن أهل الحق يصفون الله ﷿ بما وصف به نفسه ﷿ وبما وصفه به رسوله ﷺ وبما وصفه به الصحابة ﵃ وهذا مذهب العلماء ممن اتبع ولم يبتدع، ولا يقال فيه: كيف؟ بل التسليم له، والإيمان به: أن الله ﷿ =

1 / 319