التسعينية
تأليف
شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية (٦٦١ هـ - ٧٢٨ هـ)
دراسة وتحقيق
الدكتور محمد بن إبراهيم العجلان
عضو هيئة التدريس بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
[المجلد الأول]
Неизвестная страница
جَمِيع الْحُقُوق مَحْفُوظَة للناشر، فَلَا يجوز نشر أَي جُزْء من هَذَا الْكتاب، أَو تخزينه أَو تسجيله بأية وَسِيلَة، أَو تَصْوِيره أَو تَرْجَمته دون مُوَافقَة خطية مُسبقة من الناشر.
الطبعة الأولى
١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م
مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، ١٤٢٠ هـ
فهرسة مكتبة الْملك فَهد الوطنية أثْنَاء النشر
ابْن تَيْمِية، أَحْمد عبد الْحَلِيم
التسعينية / تَحْقِيق مُحَمَّد إِبْرَاهِيم العجلان - الرياض.
٣٧٦ ص، ١٧ × ٢٤ سم
ردمك:
٥ - ٣٦ - ٨٣٠ - ٩٩٦٠ (مَجْمُوعَة)
٣ - ٣٧ - ٣٨٠ - ٩٩٦٠ (ج ١)
١ - العقيدة الإسلامية
٢ - الفلسفة الإسلامية
٣ - الْفرق الإسلامية
أ - العجلان، مُحَمَّد إِبْرَاهِيم (مُحَقّق)
ب - العنوان
ديوي ٢٤٥. . . ٤٢٠٦/ ١٩
رقم الْإِيدَاع: ٤٢٠٦/ ١٩
ردمك:
٥ - ٣٦ - ٨٣٠ - ٩٩٦٠ (مَجْمُوعَة)
٣ - ٣٧ - ٨٣٠ - ٩٩٦٠ (ج ١)
مكتبة المعارف للنشر والتوزيع
هَاتِف: ٤١١٤٥٣٥ - ٤١١٣٣٥٠
فاكس: ٤١١٢٩٣٢ - برقيًّا دفتر
ص:. ب: ٣٢٨١ الرياض - الرَّمْز البريدي ١١٤٧١
سجل تجاري ٦٣١٣ الرياض
1 / 2
وكذلك تسعينية فيها له ... رد على من قال بالنفساني
تسعون وجهًا بينت بطلانه ... أعني كلام النَّفس ذا الوحدان
1 / 3
المقدمة
الحمد لله ربّ العالمين، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلَّا الله، وحده لا شريك له، القائل سبحانه ﴿وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ﴾ (١)، والقائل جلّ ذكره: ﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إلا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ﴾ (٢).
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ﷺ تسليمًا كثيرًا بعثه الله بالهدى ودين الحق رحمة للعالمين، وقدوة للعاملين، وحجة على العباد أجمعين. فأدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح الأمة وبين لها جميع ما تحتاج إليه في أصول دينها وفروعه، حتَّى تركها على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، وعلي هذا المنهج سار أصحابه الكرام، ومن تلاهم من القرون المفضلة، حتَّى ظهرت البدع، واستبدت ظلماتها وذاق الأئمة -الذين وهبهم الله الإيمان والعمل- في سبيل إخمادها أنواع العذاب (٣).
ومن أبرز هؤلاء شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ رحمة واسعة- الذي قدم المؤلفات الكثيرة في بيان السنة وتوطيد العقيدة وهدم البدع ومما ألفه في هذا الباب (التسعينية) في الرد على الأشاعرة والكلابية القائلين بالكلام النفسي، وغيرهم.
_________
(١) سورة البقرة الآية ١٧٦.
(٢) سورة البقرة الآية ٢١٣.
(٣) سوف نتكلم عن الإمام أحمد ﵀ ومحنته في الصفحات القادمة بإذن الله.
1 / 5
وكانت علاقتي بمؤلفات هذا العالم الجليل عندما كنت في سنوات الدراسة، حيث قرأت العقيدة الواسطية، فالحموية، فالتدمرية، وكنت أعجب من مناقشة هذا العالم لخصومه، ومدى قدرته على استنباط الأدلة العقلية الموافقة للأدلة النقلية، وصبر هذا الإمام عليهم ومجادلتهم مجادلة موضوعية عجيبة، فكنت في شغف للاطلاع الحر على مؤلفات هذا الإمام.
وفي مرحلة الدراسات العليا -الماجستير- سجلت موضوعًا باسم "الإيمان- حقيقته وآثاره"، وفي هذه المرحلة يصبح الإنسان مدفوعًا إلى ضرورة القراءة الواسعة، والمراجعات الدقيقة، فاعتمدت في هذا البحث -بالدرجة الأولى- على كتاب "الإيمان" لابن تيمية، وعندئذ زادت علاقتي بمؤلفات هذا الإمام الكبير، واطلعت على قدر لا بأس به من مؤلفاته ﵀ وكان ممَّا وقع في يدي كتابه "التسعينية" فما انتهيت من بحثي السابق إلّا وسارعت وبدون تردد إلى تسجيل هذا الكتاب للحصول -بتحقيقه ودراسته- على درجة الدكتوراه، للأسباب التالية:
١ - ما تقدمت الإشارة إليه من رغبتي الأكيدة في الاطلاع على مؤلفات هذا الإمام وقراءتها قراءة متأنية، وهذا ما تم بفضل الله تعالى -حيث دعاني البحث في هذا الكتاب إلى الاطلاع على بعض كتب الشَّيخ ﵀ مثل: "درء تعارض العقل والنقل"، و"منهاج السنة النبوية"، و"بيان تلبيس الجهمية"، وغيرها كثير، كـ "مجموع الفتاوى"، و"بعض رسائله ﵀" والتي سأفيد منها -إن شاء الله- في تعليقاتي على بعض مسائل الكتاب.
٢ - أن هذا الكتاب من الكتب التي ألفها ﵀ في الأصول للرد على القائلين بالكلام النفسي، وهم: الأشاعرة، والكلابية، ومن سلك سبيلهم، فقد بحث الشَّيخ هذه المسألة بإفاضة وتحليل، واحتج لها ببراهين ومقدمات وأمور لم يسبق إليها، من غير محاباة ولا مداهنة، فهو بحق يعد من أهم المصادر في العقيدة التي تحتاج إلى خدمة علمية تعين القارئ على قراءته، وفهم مسائله ودقائقه.
والكتاب لم يقم أحد بتحقيقه علميًّا -رغم أهميته- لذا رأيت أن تحقيقي
1 / 6
له بعد دراسة لأهم مسائله يعد مشاركة واجبة مني في خدمة تراث السلف الذي يحتاج من طلاب العلم إلى الجهد والتضحية في سبيل إخراجه بصورة سليمة كما أرادها أولئك.
٣ - أنَّه ممَّا ألفه ﵀ في ظل ظروف صعبة -فقد ألفه وهو في السجن بمصر، وطلب منه الرجوع عن بعض معتقده، وكتبوا له ورقة في أهم المسائل التي يريدون منه عدم البوح بها، وهي ما أجاب عنه الشَّيخ في هذا الكتاب، إذ هو ثمرة صبره ﵀ على المحنة، ومفارقة الأهل والوطن، والثبات على العقيدة السلفية المتلقاة من كتاب الله وسنة رسوله وسيرة السلف الصالح.
يقول الشَّيخ (١) ﵀ مشيرًا إلى ما ذكرته:
"وقد كتبت هنا بعض ما يتعلق بهذه المحنة التي طلبوها مني في هذا اليوم، وبينت بعض ما فيها من تبديل الدين واتباع غير سبيل المؤمنين، لما في ذلك من المنفعة للمسلمين، وذلك من وجوه كثيرة. . . ".
٤ - أن هذا الكتاب يناقش مسألة عظيمة من أهم المسائل وهي: مسألة كلام الله -تعالى- والرد على من طعن فيه، ودحض باطل من يحاول التشكيك في القرآن الكريم الذي هو دستور المسلمين، وبه نجاتهم، إذ الإيمان به أصل الإيمان، لذا يجب على علمائهم المدافعة عنه، وبيان ضلال من قدح فيه.
فإخراج هذا الكتاب محققًا مدروسًا فيه منفعة للمسلمين -إن شاء الله- ممن يهمهم الحفَّاظ على معتقدهم، كما أشار الشَّيخ ﵀ في أول هذا الكتاب (١) حيث بين أنَّه ضمنه ما فيه المنفعة للمسلمين.
٥ - أن هذا الكتاب يتحدث عن مسألة كتاب الله تعالى، ويوضح القول الحق الذي يجب على المسلمين اعتقاده، ويرد القول بخلق القرآن، وكثير من النَّاس لا يعلم أن المقصود من ذلك إبطال الصفات والشرائع (٢).
_________
(١) انظر: ص: ١١٩ من هذا الكتاب- قسم التحقيق.
(٢) انظر: بيان تلبيس الجهمية -لابن تيمية- ٢/ ١٨.
ومختصر الصواعق المرسلة -لابن القيِّم- اختصار الموصلي- ١/ ٢٠٠.
1 / 7
٦ - أن هذا الكتاب يمثل عقيدة السلف الصالح -رضوان الله عليهم- بما يحويه -إضافة إلى مسألة الكلام- من موضوعات عقدية أبرزها شيخ الإسلام بصورة توافق الكتاب والسنة وأقوال الصّحابة والتابعين لهم بإحسان، كمسألة علو الله، وعلم الله وقدرته، ونزوله، ومجيئه، وضحكه، وغيرها.
٧ - نقل الثقات من أهل العلم عن هذا الكتاب في مقام الاستشهاد كابن القيِّم ﵀ والشيخ عبد العزيز بن حمد آل معمر (١)، وكذلك عالم الشام: جمال الدين القاسمي (٢)، وكذلك محمد السفاريني (٣)، وهذا على سبيل المثال لا الحصر.
٨ - أن هذا الكتاب يتضمن نقولًا من مصنفات مفقودة، أو لم ييسر خروجها إلى الآن، وذلك مثل كتاب "السنة" لأبي الشَّيخ الأصبهاني، و"السنة" للطبراني، وغيرهما.
٩ - أن الشَّيخ ﵀ أحسن في تناوله لمسائل هذا الكتاب، بالإشارة إلى مجموعة كبيرة من المراجع التي تعين الباحثين في موضوع صفات الله -سبحانه- وهي مراجع أصيلة، منها ما يتعلق بأحاديث النَّبيِّ ﷺ ومنها ما يتعلق بمصنفات لمؤلفين عنوا بهذا الموضوع، وهذا الصنيع من شيخ الإسلام يجعل لكتابه هذا مهمة التوجيه والإرشاد البحثي في موضوع عظيم من موضوعات العقيدة (٤).
وقد واجهتني بعض الصعوبات أثناء التحقيق، والتي عادة ما تواجه الباحث، أذكر منها:
١ - كثرة البياض والتي تتفق عليه النسخ، وهو يتراوح ما بين كلمة وبضعة أسطر، وهذا أمر أعاقني كثيرًا، حيث بذلت -بالتعاون مع المشرف- وفقه الله- جهدًا في سبيل إيجاد بعض الكلمات والعبارات التي تتفق وأسلوب الشَّيخ وتكمل المعنى وتناسب السياق، وأذكر منها على سبيل المثال:
_________
(١) في كتابه "منحة القريب المجيب في الرد على عباد الصليب" ص: ١٣٤ - ١٤٢.
(٢) في كتابه "تاريخ الجهمية والمعتزلة" ص: ٥١ - ٥٥، ص: ٢٣ - ٢٨.
(٣) في كتابه "لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية" ١/ ١٦٥ - ١٦٦.
(٤) انظر على سبيل المثال ص: ١٣٠ - ١٥١ قسم التحقيق.
1 / 8
البياض في ص: ١١١، وفي ثلاثة أماكن، منها بقدر سطر تقريبًا.
ص: ٢٠١ بقدر ثلاث كلمات.
ص: ٧٩٢ بقدر عدة أسطر.
٢ - من عادة الشَّيخ ﵀ في مصنفاته أنَّه يقوله: "وقد بسطنا هذا في غير هذا الموضع" وهذه العبارة وردت في هذا الكتاب كثيرًا، ممَّا تطلب مني جهدًا في البحث عن الموضع الذي أحال عليه الشَّيخ ﵀ في مصنفاته الأخرى إلّا ما ندر.
٣ - يذكر الشَّيخ ﵀ كتابًا لمؤلف، وينقل منه باسم مختصر، أو يذكر اسم الكتاب بالمعنى، لاعتماده على الحفظ، ممَّا يعيق سرعة الحصول على الكتاب -إن كان موجودًا- أو التعريف به من الكتب التي تهتم بالتراث، ومن أمثلة ذلك ما ورد في ص: ٣٢٣ وما ورد في ص: ٣٢٥، ص: ٣٣٤، ٤٣٦ إلى غير ذلك.
٤ - النقل من كتب مخطوطة، وقد يبلغ الكتاب مجلدات، وصعوبة العثور على بعض النقول من الكتب المخطوطة لا يخفى على من سلك هذا الطريق، لا فيما إذا كان المخطوط مصورًا، أو لم يخدم بوضع فهارس، ومن أمثلة المخطوطات التي رجعت إليها في التحقيق ونقل منها المؤلف ﵀:
- نهاية العقول في دراية الأصول- للفخر الرازي.
- السنة "المسند من مسائل أبي عبد الله أحمد بن حنبل رواية أبي بكر الخلال".
- ذم الكلام- لأبي إسماعيل الهروي.
- إبطال التأويلات لأخبار الصفات- للقاضي أبي يعلى.
- الأسنى شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى- لأبي عبد الله القرطبي.
٥ - طول الكتاب وصعوبة مادته العلمية، ولا أبالغ إذا قلت: إنني أمضي الساعات الطويلة لفهم بعض العبارات.
1 / 9
٦ - أن الشَّيخ ﵀ يشير إلى بعض الروايات برموز عامة يصعب تحديدها، وخاصة إذا كانت الرواية ضعيفة أو موضوعة، ممَّا يجعل البحث عنها يتطلب وقتًا وجهدًا، وذلك مثل ما أورده في ص: ٩٦٥ حيث قال: "كحديث الملائكة الأربعة" وإشارته إلى أنَّه حديث موضوع.
وعلي الرغم من حجم هذه الصعوبات وتنوعها، فإن ما فيها من متاعب، كانت متاعب ممتعة، لما وجدته من إفادة طلاب العلم بمسائل هذا الكتاب، والذي يرغب الشهد، فليصبر على إبر النحل.
وستكون خطتي في هذا البحث على النحو التالي:
المقدمة.
التمهيد: وسأذكر فيه ما يتعلق بالفرق الضَّالة وخطرها على المعتقد الصَّحيح.
القسم الأول: الدراسة.
وفيه بابان:
الباب الأول: المؤلف، حياته وعصره.
وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول: حياته، وفيه مبحثان:
١ - اسمه ومولده.
٢ - نشأته وصفاته.
الفصل الثَّاني: عصره، وفيه مباحث:
١ - الناحية السياسية.
٢ - الناحية الاجتماعية.
٣ - الناحية العلمية.
الفصل الثالث: محنته، ووفاته.
الباب الثَّاني: كتابه التسعينية ودراسة بعض مسائله.
وفيه فصلان:
الفصل الأول: تعريف بالكتاب، وفيه مباحث:
1 / 10
١ - سبب تأليف الكتاب وتسميته.
٢ - تاريخ تأليفه.
٣ - توثيق نسبته إلى مؤلفه.
٤ - منهج المؤلف في الكتاب.
٥ - نسخ الكتاب.
٦ - منهجي في تحقيقه.
الفصل الثَّاني: دراسة بعض مسائله، وفيه مباحث:
١ - فتنة القول بخلق القرآن.
٢ - مسألة كلام الله.
٣ - إلزامات.
القسم الثَّاني: التحقيق.
هذا وإني لست أدعي الكمال، فالكمال لله وحده، فالكل معرض للنقص والتقصير، ولكن حسبي بذلك أني بذلت جهدي، فإن أصبت فمن الله وتوفيقه وعونه، وإن أخطأت فمني، ومن الشيطان، وأستغفر الله وأتوب إليه.
ولا يفوتني في ختام هذه المقدمة أن أسجل كلمة شكر وعرفان لفضيلة الدكتور: محمد رأفت سعيد، المشرف على هذه الرسالة، على ما قدمه لي من عون، وما أرشدني إليه من ملحوظات، فقد كان -وفقه الله- خير معين ومرشد، ولم يبخل علي بوقت ولا علم ولا جهد في سبيل إنجاز هذا البحث.
كما أشكر كلًّا من فضيلة الشَّيخ عبد العزيز عبد الله آل الشَّيخ، وفضيلة الدكتور سالم بن عبد الله الدخيل، على توليهما مناقشة هذه الرسالة، وأعدهما أن ما يقدمانه من ملاحظات وتوجيهات سوف تكون نصب عيني، وسوف أعمل -بمشيئة الله تعالى- على تلافيها.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
1 / 11
التمهيد
1 / 13
التمهيد
الفرق الضَّالة وخطرها على المعتقد الصَّحيح:
الصراع بين الحق والباطل قديم منذ بدء الخليقة إلى يومنا هذا، وسوف يستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فبينهما صراع لا يفتر ولا يلين ولا يتوقف، صراع متنوع متعدد الأشكال، فهناك صراع عقدي، وصراع سياسي، وصراع إعلامي، وصراع اقتصادي. . . إلخ، والله شاء ذلك لحكمة، قال الله تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ (١).
والصراع الحقيقي هو الصراع العقدي، وما سواه صراعات فرعية، لكن أهل الباطل ربما يتسترون وراء عوامل فرعية خداعًا وتمويهًا، حتَّى يصلوا إلى مرادهم، وهو هدم الإسلام وزعزعة كيانه، وذلك بإثارة الشكوك والفتن بين أفراده والنيل من معينه الصافي (الكتاب والسنة) ومحاولة تحريفهما وتأويلهما (٢).
ولو تتبعنا التاريخ للفرق المختلفة في باب العقيدة لوجدنا أن الحقد الدفين الذي تكنه عناصر دخيلة على الإسلام وراء ذلك التفرق (٣)، فعندما سيطر حكم الإسلام على أكثر البلاد في آسيا وإفريقيا، وغيرهما، دخل تحت
_________
(١) سورة هود. الآيتان ١١٨، ١١٩.
(٢) انظر: القضاء والقدر في الإسلام -للدسوقي- ٢/ ٢٢، ٢٦.
(٣) وهذا لا يعني أنَّه ليس هناك عوامل أخرى كانت وراء التفرق كالغلو المتمثل في مذهب الخوارج والشيعة، والرد على البدعة ببدعة أخرى مثلها أو أشد المتمثل في مذهب المرجئة والمعتزلة، وتحكيم العقل في القضايا الشرعيّة.
وقد تقصى تفصيل هذه العوامل الدكتور أحمد سعد حمدان في مقدمة تحقيقه لشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ١/ ٣٧ - ٤٤.
1 / 15
حكمه أمم كثيرة، رغبة ورهبة، وكان لها أديان مختلفة، من يهودية، ومجوسية، ونصرانية، ووثنية، وغير ذلك، وقد كان لكثير من هذه الأمم سلطان كبير، مثل المجوس والرومان، فسلبهم المسلمون ذلك، وكان عند هؤلاء من الكبر والاستعلاء ما يجعلهم يأنفون من كونهم تحت سلطان المسلمين، لا سيما وقد كانوا يرون العرب من أحقر الأمم وأقلها شأنًا، كما أن اليهود واجهوا الإسلام ورسوله من أول أمره بالعداء وحاولوا القضاء عليه بأنواع من المكائد والمؤامرات، ولما يئس هؤلاء جميعًا من قدرتهم في مجابهة الإسلام بالقوة وجهًا لوجه انصرف جهدهم وكيدهم إلى الدسائس والمؤامرات والاغتيالات لرجاله العظام.
ودخل في الإسلام -ظاهرًا- من هؤلاء من قصده إفساده وتمزيق وحدة أهله، ولا بد أن يكون ذلك عن دراسة، وإعمال فكر وتخطيط وربما يكون هناك جماعات متعاونة، من المجوس واليهود، والنصارى والهنود وغيرهم، وقد تكون لكل طائفة مؤسسات تعمل لإفساد عقائد المسلمين، لتيقنهم أنَّه لا يمكن هزيمة المسلمين إلَّا بإفساد عقيدتهم، فبدأت آثار المؤامرات تظهر شيئًا فشيئًا، فقتل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب بأيدٍ مجوسية (١)، وربما بمؤامرة مجوسية يهودية.
ثم قتل الخليفة عثمان بعده بأيدٍ مشبوهة (٢)، من غوغاء، يدفعهم بعض دهاة اليهود والمجوس (٣).
ثم ظهر القول بنفي القدر، وأول من ابتدع القول به بالعراق، رجل من أهل البصرة يقال له: سيسويه، من أبناء المجوس، وتلقاه عنه معبد الجهني (٤).
_________
(١) حيث قتله أبو لؤلؤة المجوسي الفارسي -لعنه الله- غيلة بخنجر في خاصرته وهو في صلاة الصبح ﵁ سنة ٢٣ هـ.
(٢) انظر صفة مقتله ﵁ على أيدي أولئك الأجلاف والأخلاط من النَّاس سنة ٣٥ هـ في: البداية والنهاية- لابن كثير ٧/ ١٩٦ - ٢٠٧.
(٣) مقدمة شرح كتاب التوحيد من صحيح البُخاريّ للشيخ عبد الله الغنيمان ١/ ٩. وانظر: الفصل في الملل والنحل -لابن حزم- ٢/ ١١٥، ١١٦.
(٤) مجموع الفتاوى -لابن تيمية- ٧/ ٣٧٤.
1 / 16
ثم ظهرت بدعة الخوارج في عهد علي بن أبي طالب ﵁ سنة ٣٧ هـ، حيث اعترضوا على قبول التحكيم، واستمروا في ضلالهم وعنادهم إلى أن انتهى الأمر إلى الحكم على مرتكب الكبيرة بالكفر في الدُّنيا وإباحة دمه وماله، والخلود في النَّار بالآخرة.
ولا أستبعد أن يكون وراء هذه البدعة أيد خفية تسترت بالإسلام ظاهرًا.
ثم ظهرت بدعة التشيع، وكان وراء هذه البدعة رجل يهودي اسمه عبد الله بن سبأ (١)، ادعى الإسلام، وغلا في علي ﵁ فقال بنبوته، ثم غلا، فقال بألوهيته، ودعا إلى ذلك قومًا من غواة الكوفة (٢).
والشيعة فرق متعددة مختلفة فيما بينها يجمعها القول بإمامة علي وخلافته نصًّا ووصية، وهي من مخلفات ابن سبأ (٣).
وقد استغل أعداء الإسلام مذهب التشيع للكيد له ومحاولة الوصول إلى أهدافهم عن طريقه، لكن الله حفظه، وأتم نوره.
يقول ابن حزم مقررًا هذه الحقيقة: ". . . فلما امتحنوا -يعني الفرس- بزوال الدولة عنهم على أيدي العرب، وكانت العرب أقل الأمم عند الفرس خطرًا تعاظمهم الأمر، وتضاعفت لديهم المصيبة، وراموا كيد الإسلام بالمحاربة في أوقات شتى، ففي كل ذلك يظهر الله ﷾ الحق. . . " إلى أن قال: ". . . فرأوا أن كيده على الحيلة أنجع فأظهر قوم منهم الإسلام، واستمالوا أهل التشيع بإظهار محبة أهل بيت رسول الله ﷺ
_________
(١) ضال مضل، أصله من اليمن، طاف بلاد المسلمين ليصرفهم عن طاعة الأئمة، ويلقي بينهم الشرور والفتن، أتباعه يقال لهم: السَّبَئِيَّة إحدى فرق غلاة الشيعة.
انظر: تهذيب ابن عساكر- ٧/ ٤٣١ - ٤٣٤.
ولسان الميزان -لابن حجر- ٣/ ٢٨٩، ٢٩٠.
والملل والنحل -للشهرستاني- ١/ ١٧٤.
(٢) انظر: الفرق بين الفرق -للبغدادي- ص: ٢٣٣.
(٣) انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة -للالكائي- ١/ ٢٣ - تحقيق د. أحمد سعد حمدان.
1 / 17
واستشناع ظلم علي (١) ﵁ ثم سلكوا مسالك شتى حتَّى أخرجوهم عن الإسلام. . . " (٢).
ثم ظهرت المرجئة كرد فعل للخوارج والشيعة، وأرجؤوا الحكم على مرتكب الكبيرة إلى يوم القيامة، وقالوا: لا يضر مع الإيمان ذنب، ولا ينفع مع الكفر طاعة (٣).
ثم ظهرت الجهمية المعطلة لصفات الرَّبِّ -سبحانه- وأصل هذه المقالة -كما يقول الشَّيخ ﵀: "مأخوذة عن تلامذة اليهود والمشركين، وضلال الصابئين، فإن أول من حفظ عنه أنَّه قال هذه المقالة في الإسلام -أعني أن الله ليس على العرش حقيقة، وأن معنى (استوى) بمعنى (استولى) ونحو ذلك- هو الجعد بن درهم، وأخذها عنه الجهم بن صفوان، وأظهرها فنسبت مقالة الجهمية إليه".
وقد قيل: إن الجعد أخذ مقالته عن أبيان بن سمعان، وأخذها أبان عن طالوت ابن أخت لبيد بن الأعصم، وأخذها طالوت من لبيد بن الأعصم اليهودي الساحر الذي سحر النَّبيَّ ﷺ.
وكان الجعد بن درهم هذا -فيما قيل- من أهل حران، وكان فيهم خلق كثير من الصابئة والفلاسفة. . . " إلى أن قال: ". . . فيكون الجعد قد أخذها عن الصابئة الفلاسفة" (٤).
أما المعتزلة فقد ثبتت القول بالقدر -الذي قال به وكما تقدم- رجل من أبناء المجوس -وتعددت فرقها فيه، وكفر بعضهم البعض الآخر. وقد تأثر شيوخ المعتزلة- كأبي الهذيل العلاف، والنظام، وغيرهما -بما عرب من
_________
(١) علق على هذا الشَّيخ عبد الله الغنيمان أثناء نقله لهذا النص بقوله: "لم يقع على علي بن أبي طالب ظلم من الصّحابة كما زعمته الرافضة، وإنَّما هو شيء اختلق للتشنيع والوصول إلى المقصد الخبيث".
(٢) انظر: الفصل في الملل والأهواء والنحل -لابن حزم- ٢/ ١١٥.
(٣) انظر: القضاء والقدر -للدسوقي- ٢/ ١٠.
(٤) مجموع الفتاوى -لابن تيمية- ٥/ ٢٠، ٢١.
1 / 18
كتب الفلاسفة، وأظهروا موافقتهم لهم (١).
ثم ظهرت الأشعرية، وهي خليط من مذاهب عدة فرق كالمعتزلة، والكلابية والجهمية (٢).
وأبو الحسن الأشعري -الذي تنتسب إليه هذه الطائفة- أخذ عن الجبائي الاعتزال، ولازمه دهرًا طويلًا، ثم سلك طريق ابن كلاب إلى الصفات، والقدر، وغير ذلك.
وسلك طريقه جماعة من العلماء، مثل: الباقلاني، وابن فورك، والإسفراييني، والشيرازي، والغزالي، والشهرستاني، والرازي، وغيرهم وملؤوا الدُّنيا بتصانيفهم، يحتجون، ويدعون أن طريقتهم هي طريقة أهل السنة والجماعة، فانتشر هذا المذهب في البلاد الإسلامية، وجاءت دولة بني أيوب، وكانوا على هذا المذهب، ثم مواليهم الأتراك، وأخذه ابن التومرت إلى المغرب، ونشره هناك، فصار هذا المذهب هو المعروف في الأمصار، بحيث نسي ما عداه من المذاهب أو جهل، حتَّى لم يبق اليوم مذهب يخالفه، إلّا أن يكون مذهب الحنابلة (٣).
ومن هذا العرض المختصر لهذه الفرق يتضح لنا مدى تأثير القوى الخفية -التي تدفعها أيد يهودية ومجوسية- عليها، وأن أعداء الإسلام لن يألوا جهدًا ولا يهنأ لهم عيش، ولا يقر لهم قرار حتَّى ينفذوا مخططاتهم -عمليًّا- التي أمضوا الوقت الطَّويل في دراستها، ولهم أساليبهم المختلفة في التنفيذ، وطرقهم الخفية في الغزو، وقد اتخذوا معتقد المسلم هدفًا أسمى يرمون إليه، فإذا استطاعوا صرفه، أو على الأقل الإخلال به وإن ما وراءه من أمور فرعية.
وقد أدرك علماء المسلمين خطر هذا التفرق وما يخفيه وراءه من التستر بالإسلام والتسمي به، وأن المقصد أسمى والغاية نبيلة، وإذا حقق الأمر وجد
_________
(١) انظر بتصرف: الملل والنحل -للشهرستاني- ١/ ٥٠، ٥٣، ٥٤.
وبيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية -لابن تيمية- ١/ ٣٢٣.
وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة -للالكائي- ١/ ٢٥، ٤٣، ٤٤.
(٢) انظر: شرح كتاب التوحيد من صحيح البُخاريّ- ١/ ٢٤.
(٣) انظر: الخطط -للمقريزي- ٣/ ٣٠٩ - ٣١٤.
1 / 19
التعطيل الصرف للباري -سبحانه- وسلبه صفات الجلال والعظمة، فصنفوا المصنفات الكثيرة التي تدحض الباطل وأهله، وتبين الحق وتحث على اتباعه.
فصنف حماد بن سلمة (ت: ١٦٧ هـ) كتابه في الصفات (١)، وكان ﵀ شديدًا على المبتدعة.
وصنف عبد الله بن محمد الجعفي (ت: ٢٢٩ هـ) كتابه في الصفات والرد على الجهمية (٢).
وصنف الإمام أحمد بن حنبل (ت: ٢٤١ هـ) كتابه الرد على الجهمية والزنادقة (٣).
وصنف عثمان بن سعيد الدَّارميّ (ت: ٢٨٠ هـ) كتاب الرد على الجهمية (٤).
وصنف أبو بكر الخلال (ت: ٣١١ هـ) كتاب السنة (٥).
وصنف أبو الشَّيخ الأصبهاني (ت: ٣٦٩ هـ) كتاب السنة (٦).
وصنف أبو عبد الله بن مندة (ت: ٣٩٥ هـ) كتاب الرد على الجهمية (٧).
وصنف أبو القاسم اللالكائي (ت: ٤١٨ هـ) كتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (٨).
وصنف أبو عمر الطلمنكي (ت: ٤٢٩ هـ) كتاب السنة (٩)، وصنف
_________
(١) انظر ص: ١٥٩ من هذا الكتاب قسم التحقيق.
(٢) انظر ص: ١٦٠ من هذا الكتاب قسم التحقيق.
(٣) انظر ص: ١٦١ من قسم التحقيق لهذا الكتاب.
(٤) انظر ص: ١٦٠ من قسم التحقيق لهذا الكتاب.
(٥) انظر ص: ١٦٢ من قسم التحقيق لهذا الكتاب.
(٦) انظر ص: ١٦٥ من قسم التحقيق لهذا الكتاب.
(٧) انظر ص: ١٦٦ من قسم التحقيق لهذا الكتاب.
(٨) انظر ص: ١٦٧ من قسم التحقيق لهذا الكتاب.
(٩) انظر ص: ١٦٧ من قسم التحقيق لهذا الكتاب.
1 / 20
القاضي أبو يعلى (ت: ٤٥٨ هـ) كتبًا في الرد على الأشعرية والكرامية والباطنية (١).
هذا قليل من كثير ألفه علماء الإسلام ضد أهل البدع والأهواء في تلك الحقبة من الزمن.
وقد تتابع التأليف والتصدي من أئمة الإسلام، وكان من بينهم تقي الدين أبو العباس بن تيمية، فقد تصدى ﵀ للانتصار لمذهب السلف ورد على الأشاعرة، والرافضة، والصوفية، وغيرهم ممن ضل الطريق المستقيم، فألف الكتب الكثيرة، وأجاب على الأسئلة العديدة التي ترده من بلاد شتى.
ومما ألفه في الرد على الأشاعرة -خصوصًا- وعلى طوائف أهل الأهواء -عمومًا- هذا الكتاب الذي بين أيدينا، إذ بيّن ﵀ ضلال هذه الطائفة في مسألة عظيمة، وهي: مسألة كلام الله تعالى، وناقش قولهم: إنه معنى واحد قائم بالنفس لا يتعلق بمشيئته وقدرته، إن عبر عنه بالعربية كان قرآنًا، وإن عبر عنه بالسريانية كان إنجيلًا، وإن عبر عنه بالعبرية كان توراة. وبين الشَّيخ ﵀ أن هذا القول ممَّا اختص به الأشعري وابن كلاب، وما سواه فمسبوقان إليه، قد تكلم فيه من سبقهما (٢).
وأستطيع القول من خلال معايشتي لهذا الكتاب إنه الكتاب الوحيد (٣) من كتب الشَّيخ الذي تفرد بمناقشة الأشاعرة (٤) في هذه المسألة مناقشة موضوعية
_________
(١) انظر ص: ١٦٨ من قسم التحقيق لهذا الكتاب.
(٢) انظر ص: ٦٢٥ من قسم التحقيق لهذا الكتاب.
(٣) قد يتبادر إلى ذهن القارئ فيقول: إن للشيخ ﵀ كتبًا في هذه المسألة وأقرب مثال على ذلك ما يحويه المجلد الثَّاني عشر من الفتاوى.
وأقول: هذا المجلد عبارة عن مجموعة أسئلة وجهت إلى الشَّيخ في مناسبات مختلفة وأجاب عنها، جمعها ابن قاسم ﵀ في مجلد لمًّا لشتاتها وتيسيرًا على القارئ، والشيخ ﵀ في إجاباته يتعرض لأقوال النَّاس في هذه المسألة، وينقضها بما يبطلها، بخلاف الكتاب الذي بين أيدينا فهو وحدة متكاملة ألف من أجل الرد على طائفة معيّنة خصوصًا وبقية الطوائف عمومًا.
(٤) قد يستدعي النقاش والنقض من الشَّيخ ﵀ رحمة واسعة- التعرض =
1 / 21
هادئة، كانت نتيجتها -للمحايد- الاعتراف بانتصار الشَّيخ ﵀ على خصومه ببيان الحق في هذه المسألة المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله وأقوال السلف الصالح -رضوان الله عليهم.
* * *
_________
= لمذاهب النَّاس في هذه المسألة فيذكر المعتزلة للمقارنة وبيان أوجه الاتفاق والاختلاف بينهما، وهذا كثير، أما بقية المذاهب فلا يذكرها إلَّا نادرًا.
1 / 22
الباب الأول المؤلف حياته وعصره
1 / 23