قال تعالى:
{ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا}
وقوله تعالى:{إلا رجالا}
لأنه تعالى لم يرسل صبيا ولا امرأة ولا خنثى.
وعن الحسن: ما أرسل الله امرأة ولا رسول من الجن، ولا من أهل بادية.
قوله تعالى:
{إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون، قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين، قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين}.
ثمرة ذلك :
أنه لا يجوز التقليد في الإلهيات، وجواز المحاجة في أمور الدين.
قوله تعالى:
{فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون}
المعنى أن إبراهيم -عليه السلام- جعل الأصنام قطعا بأن كسرها إلا صنما كبيرا تركه ليرجعوا في بطلان ما هم عليه إلى ذلك الصنم، بأن يسألوه فلا ينطق.
وروي أن إبراهيم جعل الفأس معلقا في عنقه .
وقيل: يرجعون إلى إبراهيم فيسألونه فيبين لهم بطلان ما هم عليه.
ثمرة الآية:
وجوب كسر الأصنام، ويأتي مثله آلة الملاهي، وأنه يجوز تأخير إزالة المنكر لمصلحة؛ لأن إبراهيم -عليه السلام- ترك كسر الكبير من الأصنام لمصلحة: وهي أن ذلك يكون سببا في بطلان اعتقادهم، وبيان ضلالتهم، بأن يسألوه فلا ينطق، فيعرفون جهالتهم.
قوله تعالى:
{قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون}
ظاهر الكلام أن إبراهيم -عليه السلام- أخبر بأن الكبير الذي كسر سائر الأصنام، ولو ثبت أنه خبر كان خلفا، وذلك لا يجوز على الأنبياء عليهم السلام- وفي هذا وجوه:
الأول: أن الخبر مقيد كأنه قال: بل فعله كبيرهم هذا إن كانوا ينطقون: وهذا مروي عن أبي علي، والقتيبي .
والثاني: أنه مقيد بما قبله تقديره بل فعله كبيرهم هذا إن كان إلها ليختص بالإلهية.
Страница 214