Тавилат
التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي
Жанры
، والله أعلم.
وفي قوله تعالى: { فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك } [النساء: 84]؛ المعنى: فجاهد في طلب الحق نفسك، فإن في طلب الحق لا تكلف نفس أخرى إلا نفسك، وفيه معنى آخر: لا تكلف نفس أخرى بالجهاد لأجل نفسك؛ لأن حجابك من نفسك لا من نفس أخرى، فدع نفسك وتعالى فإنك صاحب
يوم لا تملك نفس لنفس شيئا
[الانفطار: 19]؛ وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم اختص بهذا المقام من جميع الأنبياء والمرسلين أن يكون فاني النفس، والذي يدل عليه أن الأنبياء - عليهم السلام - يوم القيامة يقولون لبقاء نفسهم: نفسي نفسي، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لفناء نفسه:
" أمتي أمتي "
، فافهم جيدا.
ثم قال تعالى: { وحرض المؤمنين } [النساء: 84] على القتال؛ يعني: في الجهاد الأصغر والجهاد الأكبر، { عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا } [النساء: 84] ظاهرا وباطنا، فالظاهر الكفار، والباطن النفس، { والله أشد بأسا وأشد تنكيلا } [النساء: 84]، في استبطاء سطوات صفات قهره عند تجلي صفة جلاله للنفس من بأس الكافر عليها.
[4.85-87]
ثم أخبر عن بضاعة أهل الشفاعة بقوله تعالى: { من يشفع شفعة حسنة يكن له نصيب منها } [النساء: 85]، الإشارة فيها: إن من يشفع شفاعة حسن لإيصال نوع من الخيرات إلى الغير، فإنها من خصوصيتها أن يكون له نصيب منها؛ أي: فيه نصيبا من هذه الحسنة، فمن تلك الخصوصية قد يشفع شفاعة حسنة، { ومن يشفع شفعة سيئة يكن له كفل منها } [النساء: 85]؛ يعني: من تلك السيئة التي هي إيصال نوع من الشر إلى الغير فيها قد شفع شفاعة سيئة، كما قال تعالى:
والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا
Неизвестная страница