Исламский суфизм и имам Ша'рани
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني
Жанры
وأخيرا تحطمت أسلحة خصومه جميعها، ولم يتحطم الحقد في قلوبهم، فأتوا أمرا إدا عجبا يدل على المرارة القاتلة التي يحملونها للشعراني؛ لقد أشاعوا نبأ موته كذبا ليذهبوا غيظ قلوبهم.
يقول الشعراني: «ومما وقع لي أن بعض الأقران في الأزهر غلب عليه الحسد حتى أشاع عني في الجامع الأزهر وغيره أني مت، وقال: أخبرني جماعة ثقات أن فلانا مات فجأة، وأرسل بذلك كتبا إلى دمياط والمحلة والإسكندرية.»
2
وذهب خصوم الشعراني، وبقي الشعراني حيا خالدا في كتبه وآثاره التي ترشد الناس إلى دينهم، وتعلمهم مكارم الأخلاق، وترفع بهم إلى محاريب التقوى والإيمان.
الشعراني وعلماء الكلام والتوحيد
إن الحقائق لم تدع في قلوب العارفين للتأويل بابا.
الجنيد
جاء في كتاب أعلام الموقعين: «وقد تنازع الصحابة في كثير من مسائل الأحكام وهم سادات المسلمين وأكمل الأمة إيمانا، ولكن - بحمد الله - لم يتنازعوا في مسألة واحدة من مسائل الأسماء والصفات والأفعال، بل كلهم على إثبات ما نطق به الكتاب والسنة، كلمة واحدة من أولهم إلى آخرهم لم يسوموها تأويلا، ولم يحرفوها عن مواضعها تبديلا، ولم يبدوا لشيء فيها إبطالا، ولا ضربوا لها أمثالا، ولم يدفعوا في صدورها وأعجازها، تلقوها بالقبول والتسليم، وقابلوها بالإيمان والتعظيم.»
ذلك هو نهج صحابة رسول الله - صلوات الله وسلامه عليه - الذين تأدبوا بأدب رسول الله، الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه.
لا يعرفون جدلا ولا حوارا في أسماء الله - جل جلاله - وصفاته، ولا يقرون بحثا فلسفيا في القضاء والقدر، ولا يرضون عن نزاع يقوم حول نسبة الأفعال إلى الله، أو نسبتها إلى عباده؛ فإن كل هذه المسائل من علم الله الذي لا تدركه العقول، وعلم الله الذي اختص به، لا مجال للعقل البشري فيه، ولا ينبغي التطلع إلى أسراره وخوافيه، فإذا حاول العقل البشري أن يتخطى حدوده ضل وفسق عن أمر ربه، وألقى بنفسه إلى تيه لا هدى فيه ولا نور ولا دليل مبين.
Неизвестная страница