Исламский суфизм и имам Ша'рани
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني
Жанры
1 «ومما من الله به علي صبري على الحسدة والأعداء لما دسوا علي في كتبي كلاما يخالف ظاهر الشريعة، وصاروا يستفتون علي زورا وبهتانا، ومكاتبتهم في لباب السلطان ونحو ذلك.
واعلم يا أخي أن أول ابتلاء وقع لي في مصر من نحو هذا النوع، أنني لما حججت سنة سبع وأربعين وتسعمائة، زور علي جماعة مسألة فيها خرق لإجماع الأئمة الأربعة، وهي أنني أفتيت بعض الناس بتقديم الصلاة عن وقتها إذا كان وراء العبد حاجة، قالوا: وشاع ذلك في الحج، وأرسل بعض الأعداء مكاتبات بذلك إلى مصر، فلما وصلت إلى مصر حصل في مصر رج عظيم، حتى وصل ذلك إلى إقليم الغربية والشرقية والصعيد وأكابر الدولة بمصر، فحصل لأصحابي غاية الضرر، فما رجعت إلى مصر إلا وأجد غالب الناس ينظر إلي شذرا، فقلت: ما بال الناس؟ فأخبروني بالمكاتبات التي جاءتهم من مكة.»
ثم يقول الشعراني: «ثم إني لما صنفت كتاب «البحر المورود» في المواثيق والعهود، وتسارع الناس إلى كتابته، غار من ذلك الحسدة، فاحتالوا على بعض أصحابي واستعاروا منه نسخة، وكتبوا لهم منها بعض كراريس ودسوا فيها عقائد زائفة، ومسائل خارقة لإجماع المسلمين، وحكايات سخريات عن حجي وابن الراوندي، وسبكوا ذلك في غضون الكتاب في مواضع كثيرة، ثم أخذوا تلك الكراريس وأرسلوها سوق الكتبيين في يوم السوق - وهو مجمع طلبة العلم - فنظروا في تلك الكراريس، ورأوا اسمي عليها، فاشتراها من لا يخشى الله، ثم داروا بها على علماء الجامع الأزهر، فوقع بذلك فتنة كبيرة، ومكث الناس يلوثون بي في المساجد والأسواق وبيوت الأمراء نحو سنة.»
ثم يقول الشعراني: «إن عليا باشا الوزير نقم على بعض المباشرين وعزم على قتله ونفيه، فطلع بعض العلماء يشفع فيه، فلم يقبل، فأتوا إلي فطلعت للباشا فأكرمني وقبل شفاعتي، وقال لي: لا تكلف خاطرك قط إلى طلوع القلعة، وأرسل لنا ورقة فقط، فبلغ ذلك الحسدة، فاجتمعوا وزيفوا علي مسائل في العلم كاذبة، وأضافوا إليه أمورا منفرة لعلي باشا، ثم رفعوها إليه، فلما قرأها قال: أما المسائل المتعلقة بالشريعة فذلك راجع إلى العلماء، وأما غير ذلك فلا أقبله فيه أبدا، وإنما رجعت في أمره إلى قلبي. فأرسلوا إليه قصة ثانية وثالثة فمزقها، وشاع في مصر أن الباشا يحب فلانا، فقال الحسدة: قد صار أهل مصر مع الشعراني وكذلك الوزير، فاكتبوا فيه قصة ترسل لباب السلطان.»
فكتبوا فيه قصة خلاصتها أن شخصا في مصر ادعى الاجتهاد المطلق، وكثرت أتباعه، ويخاف على المملكة منه، والمسئول من صدقات مولانا السلطان نفيه من مصر.
ورشوا بعض الوزراء ليحملها إلى باب السلطان، فحملها إليه، وقيض الله لي الشيخ عبد اللطيف أمين الدين، فنفى عني كل هذا وقال: إن القصة كلها زور على الرجل الصالح.
محاولة قتل الشعراني
فشلت مؤامرة الفقهاء لدى الوالي ولدى الخليفة، كما فشلت حملة الإفك والدس والتشهير داخل الأزهر وخارجه؛ فقد انتصر للشعراني في الأزهر طائفة من أئمة العلم وأولي المكانة في الدين، في طليعتهم شيخ الإسلام زكريا الأنصاري، وشيوخ المذاهب الأربعة في الأزهر: الفتوح الحنبلي، وناصر الدين اللقاني، وشهاب الدين أحمد، وشهاب الدين الرملي.
كما استطاع الشعراني أن يظهر للجماهير براءته مما دس عليه ونسب إليه بتقديمه لأصول كتبه، فازدادت مكانته لديهم، وازدادوا له حبا.
فماذا بقي لخصومه بعد هذا؟ لقد لجئوا إلى السلاح الثالث والأخير؛ سلاح الغيلة والقتل ، فرصدوا له في الطرقات من يفتك به، ودسوا له السم كما دسوا بعد ذلك لتلميذه الأكبر «المناوي»، وذهب المناوي شهيد تدبيرهم، ونجى الله الشعراني مما دبروا وقدروا.
Неизвестная страница