Книга истории
كتاب التأريخ
Издатель
دار صادر
Место издания
بيروت
وأما المياه التي تكون من الثلوج والجليد فكلها ردية لأنها إذا جمدت مرة لم ترجع إلى طبيعتها الأولى لان ما كان من الماء خفيفا عذبا صافيا نقيا افلت من الجمود وطار وما كان من الماء كدرا بقي على حاله ويعرف ذلك بأنه لو صير في إناء في أيام الشتاء وكيل بكيل معلوم ووضع تحت السماء جمد فان وضع في الشمس حتى ينحل ثم كيل ذلك الماء وجد وقد نقص نقصانا بينا فذلك العلامة أن لطيف الماء يتنفس ولا يقع عليه الجمود ولا يتنفس ولا يبرح وماء الثلوج أردأ المياه وإذا شرب الناس المياه المختلفة عرض لهم الأسر والحصاة في المثانة ووجع الخاصرة ووجع الوركين وفي الأنثيين ادرة ولا سيما إذا شربوا من مياه انهار تنصب من انهار واسعة أو من بحيرة ينصب فيها من سيول شتى مختلفة لان منها العذب والمالح والشبي ومنها ماء السيل من مواضع حارة فإذا شربت عرضت الأسقام واللبن الردي يولد الحجارة في مثانات المرضعين والنساء لا تصيبهن الحصاة لان مبالهن واسع
والقول الثالث في الأزمنة إذا كانت سقيمة أو سليمة قال ابقراط انه أن كان طلوع الكواكب وغيرها على ما ينبغي وكانت مياه كثيرة في الخريف وفي الشتاء يسيرة ولا يكون الصحو كثيرا ولا البرد فوق المقدار فكانت مياهها متعدلة في الربيع وفي القيظ كانت سليمة صحيحة ويصح الهواء
وإذا كان الشتاء يابسا شماليا والربيع كثير الأمطار جنوبيا عرض للناس في الصيف الحمى والرمد واختلاف الاغراس لكل ذي طبيعة رطبة وإذا كان الموت في وقت طلوع الكوكب الذي يدعى الكلب وهو الشعرى مطر كثير وشتاء وهبت الرياح على أنوائها كفت الأسقام ورجي أن يكون الخريف صحيحا فإن لم يكن ذلك كان الموت في الصبيان وفي النساء وقل في المشيخة فمن نجا عرضت له الحمى الربع وربما آل إلى جمع الماء الأصفر
وإذا كان الشتاء جنوبيا كثير الأمطار والربيع يابسا شماليا فان النساء الحوامل يسقطن في فصل الربيع فان ولدن كان أولادهن مسقومين إما يموتون من ساعتهم وإما يعيشون مهازيل وأما سائر الناس فمنهم من يعرض له الاختلاف ورمد يابس ومنهم من يعرض له النزلات من رأسه إلى رئته فأما المبلغمون والنساء فيعرض لهم اختلاف الاغراس وأما أصحاب المرة الصفراء فتعرض لهم النوازل لسخافة جلودهم وذبولة عصبهم وربما ماتو فجأة وربما يبس جانبهم الأيمن
Страница 111