107

Книга истории

كتاب التأريخ

Издатель

دار صادر

Место издания

بيروت

وأما المياه التي تكون من الثلوج والجليد فكلها ردية لأنها إذا جمدت مرة لم ترجع إلى طبيعتها الأولى لان ما كان من الماء خفيفا عذبا صافيا نقيا افلت من الجمود وطار وما كان من الماء كدرا بقي على حاله ويعرف ذلك بأنه لو صير في إناء في أيام الشتاء وكيل بكيل معلوم ووضع تحت السماء جمد فان وضع في الشمس حتى ينحل ثم كيل ذلك الماء وجد وقد نقص نقصانا بينا فذلك العلامة أن لطيف الماء يتنفس ولا يقع عليه الجمود ولا يتنفس ولا يبرح وماء الثلوج أردأ المياه وإذا شرب الناس المياه المختلفة عرض لهم الأسر والحصاة في المثانة ووجع الخاصرة ووجع الوركين وفي الأنثيين ادرة ولا سيما إذا شربوا من مياه انهار تنصب من انهار واسعة أو من بحيرة ينصب فيها من سيول شتى مختلفة لان منها العذب والمالح والشبي ومنها ماء السيل من مواضع حارة فإذا شربت عرضت الأسقام واللبن الردي يولد الحجارة في مثانات المرضعين والنساء لا تصيبهن الحصاة لان مبالهن واسع

والقول الثالث في الأزمنة إذا كانت سقيمة أو سليمة قال ابقراط انه أن كان طلوع الكواكب وغيرها على ما ينبغي وكانت مياه كثيرة في الخريف وفي الشتاء يسيرة ولا يكون الصحو كثيرا ولا البرد فوق المقدار فكانت مياهها متعدلة في الربيع وفي القيظ كانت سليمة صحيحة ويصح الهواء

وإذا كان الشتاء يابسا شماليا والربيع كثير الأمطار جنوبيا عرض للناس في الصيف الحمى والرمد واختلاف الاغراس لكل ذي طبيعة رطبة وإذا كان الموت في وقت طلوع الكوكب الذي يدعى الكلب وهو الشعرى مطر كثير وشتاء وهبت الرياح على أنوائها كفت الأسقام ورجي أن يكون الخريف صحيحا فإن لم يكن ذلك كان الموت في الصبيان وفي النساء وقل في المشيخة فمن نجا عرضت له الحمى الربع وربما آل إلى جمع الماء الأصفر

وإذا كان الشتاء جنوبيا كثير الأمطار والربيع يابسا شماليا فان النساء الحوامل يسقطن في فصل الربيع فان ولدن كان أولادهن مسقومين إما يموتون من ساعتهم وإما يعيشون مهازيل وأما سائر الناس فمنهم من يعرض له الاختلاف ورمد يابس ومنهم من يعرض له النزلات من رأسه إلى رئته فأما المبلغمون والنساء فيعرض لهم اختلاف الاغراس وأما أصحاب المرة الصفراء فتعرض لهم النوازل لسخافة جلودهم وذبولة عصبهم وربما ماتو فجأة وربما يبس جانبهم الأيمن

Страница 111