ويقال: إذا كانت النجوم أجساما وقد ثبت حدوث الأجسام وجب أن تحدث لعلة أخرى، وقد ثبت أن جميع المحدثات محتاج إلى محدث قادر مختار.
ويقال لهم: هذه النجوم محدثة أم قديمة؟.
فإن قالوا: محدثة احتاجت إلى محدث، وإن قالوا حدثت لعلة فتلك العلة أيضا حدثت لعلة أخرى، فيؤدي إلى ما لا نهاية له، فإن قالوا قديمة وجب أن تكون تأثيراتها قديمة وهذا باطل.
ويقال لهم: العقول تشهد أن في الشاهد لا تصح التأثيرات إلا من حي قادر، فكيف تصح من النجوم؟!.
ويقال: ألستم تقولون: إن تأثيرات هذه النجوم لأنفسها، فإذا كانت في برج أوجبت شيئا، فإذا صارت إلى برج آخر أوجبت ضده، فلا بد من بلى، فيقال: فإما أن تخرج من كونها علة فيؤدي إلى قلب ذاتها أو قطع التأثير عنها وإضافته إلى صانع مختار وقد بطل الأول وصح الثاني.
وإن قالوا: إنها حية.
قلنا: الجسم لا يقدر إلا بقدرة، والقادر بالقدرة لا يقدر على فعل الأجسام، ألا ترى أن الناس على اختلاف قدرهم أحد منهم لا يفعل الجسم.
ويقال: جريانه يدل على أنه ليس بحي مختار وأنه مسخر؛ لأن تصرف الأحياء يختلف ولا يستمر.
ويقال: إذا ادعيت أنها حية قادرة فما الدليل على ذلك؟ وبعد فإذا كانت حية مختارة وجب أن لا يحكموا بتصرفاتها على وجه واحد.
فإن قالوا: نحن نرى أنها عند نزولها تحصل التأثيرات.
قلنا: ولم أضفتم التأثير إليها، وهلا أضفتم ذلك إلى الله عز وجل وأنه أجرى العادة بفعلها عند تحرك النجوم.
ويقال لهم: حركات النجوم بمحرك يحركها حركة ضرورية أو حركتها بمادة وقوة؟
فإن قالوا بالأول وافقوا في إثبات الصانع، وإن قالوا بالثاني.
Страница 67