قال جالينوس: إن الجوع بالحقيقة إنما هو أن يعدم الناس الغذاء فيصيروا من * الجذب (290) إلى * غايته (291) . وعلى هذا المعنى قال أبقراط أيضا في المقالة * الثانية (292) من كتاب أبيديميا إن أهل انيس لما أكلوا الحبوب PageVW0P117B في الجوع أصابهم * ضعف (293) في أرجلهم. ومن عادة * أبقراط (294) أن يسمي كل ضيق شديد يكون في الطعام * جوعا (295) ، وإن لم يكن * بسبب (296) * عدمه (297) بإراده الإنسان كان أو بأمر * حدث (298) له جوع. من ذلك أنه قال * (299) في قوله * إن (300) من كان لحمه رطبا فينبغي أن يعالج بالجوع فإن الجوع يجفف الأبدان. وفي قوله في كتاب تقدمة المعرفة قد ينبغي أن يسئل هل * سهر (301) أو لأن بطنه لينا شديدا أو به جوع إنما عنى بالجوع ضيق الطعام. وعلى هذا المعنى قال أبقراط في هذا الموضع متى كان بإنسان جوع فلا ينبغي أن يتعب * بدنه (302) كأنه قال إن من كان ليس بمز مع أن يأكل فلا * ينبغي (303) أن يتعب بدنه، ولا * ينبغي (304) أن * يشار (305) عليه باستعمال شيء من التعب في ذلك اليوم الذي يمتنع فيه من الطعام. وينبغي أن يفهم من قوله في هذا الموضع * تجب (306) الحركة القوية الشديدة التي يسميها رياضة. وعلى هذا المعنى قال أبقراط ينبغي أن يتقدم التعب * قبل (307) الطعام. وقوله هذا عام للأصحاء والمرضي. وذلك أنه لا ينبغي أن يؤمروا الأصحاء أن يستعملوا الرياضة مع ترك الطعام ولا يعالج المرضي بشيء مما يحرك PageVW6P028B أبدانهم حرجة قوية مع ترك الطعام لا بفصد ولا بإسهال ولا باستفراغ يكون بقيء ولا باستعمال ذلك * كثيرا (308) ولا بشيء * بالجملة (309) مما يحرك البدن حركة قوية ويغيره تغيرا شديدا. فإن القوة عند هذه الحركات كلها إذا كانت من غير أن ينال البدن غذاء تخور وتضعف وتنحل صحيحا كان البدن أو سقيما. وأبقراط يخرص دائما بجهده أن تكون القوة التي تدبر * بدن (310) PageVW0P118A الحيوان قوية. ولا فرق بين أن * أقول (311) قوة أو قوى. فقد قال أبقراط في كتاب الغذاء إن القوة واحدة وليست بواحدة يعني أن القوة * في (312) الجنس واحدة ولها أنواع شتى.
17
[aphorism]
PageVW1P124A قال * (313) أبقراط: * متى (314) ورد على البدن غذاء خارج * من (315) الطبيعة * كثيرا (316) فإن ذلك يحدث * مرضا (317) ، ويدل * على (318) ذلك PageVW2P006B برؤه.
[commentary]
Страница 476