قال جالينوس: إن أبقراط قال قبيل إنه إنما * ينبغي (1200) أن يستعمل الدواء والتحريك بعد أن ينضج المرض. فأما ما دام نيا وفي أول المرض فلا ينبغي أن يستعمل PageVW0P110A ذلك إلا أن يكون المرض مهتاجا وفي أكثر الأمر * ليس (1201) يكاد أن يكون المرض مهتاجا. ثم إنه في هذا الفصل أخبرنا مع ذلك بأنه إنما يمكن أن * ينتفع (1202) بما * يستعمل (1203) من الإسهال في * أول (1204) الأمراض الحادة فقط. وذلك أنه ينبغي في الأمراض المزمنة أن ينتظر بالإسهال دائما حدوث النضج. وأما في الأمراض الحادة فقد يمكن إذا كانت مهتاجة أن يستعمل الدواء المسهل في ابتدائها وينبغي أن يفعل ذلك بجذر ويحذر شديد ونظر شاف. ولذلك زاد أبقراط في قوله إنه ينبغي أن يفعل ذلك بعد أن يتقدم فيدبر الأمر على ما ينبغي. وذلك أن هذا * الكلام (1205) إن كان أراد به * أنه (1206) ينبغي * لك (1207) أن تفعل ذلك بعد أن تتقدم فتنظر في الأمر نظر غاية أو * إن (1208) كان أراد به * أنه (1209) ينبغي لك أن تفعل ذلك بعد أن تتقدم فتهيأ بدن المريض للإسهال أو * إن (1210) كان أراد به * أنه (1211) ينبغي أن تفعل ذلك بعد * أن (1212) تنظر حتى ترى التهيئ أو الاستعداد * للإسهال (1213) بحسب ما يمكن أو * إن (1214) كان أراد به معنين من هذه المعاني التي وصفت أو * إن (1215) كان أراد به جميعا فهو يدل دلالة بينة على حذره وتحذره من الإسهال في * هذه (1216) الحال. وذلك أن الخطر في استعمال الدواء المسهل على غير ما PageVW6P023A ينبغي في المرض الحاد عظيم لأن الأدوية المسهلة كلها حارة يابسة والحمى من جهة ما هي حمى من طريق * حدتها (1217) ليس تحتاج إلى ما يستحرق يجفف، لكنها إنما تحتاج إلى ضد ذلك أعني ما يبرد ويرطب. ولذلك ليس يستعمل الإسهال في * الحمى (1218) لمكان نفس حرارة الحمى. وذلك أنا نعلم أنه يضرها من جهة ما هي حمى لكنا إنما نسنعمله لمكان الكيموس الفاعل لها. فينبغي أن يكون الانتفاع بالاستفراغ الكيموس الذي عنه حدث المرض PageVW0P110B أكثر من الضرر الذي ينال الأبدان في تلك الحال بسبب الأدوية المسهلة. وإنما يكون الانتفاع أكثر إذا استفرغ الكيموس الضار كله بلا أذي. وكيما يكون ذلك فقد ينبغي أن ينظر أولا هل بدن المريض متهيئ مستعد لذلك الإسهال. فإن الذين كان أول مرضهم من تخم كثيرة أو * من (1219) أطمعة لزجة * غليظة (1220) والذين بهم فيما دون الشراسيف تمدد وانتفاخ أو حرارة مفرطة شديدة أو هناك في بعض الأحشاء مع ذلك ورم * وليس (1221) بدن أحدهم بمتهيئ للإسهال فينبغي أن * لا (1222) يكون * شيء (1223) من * هذا (1224) موجودا وأن تكون الكيموسات في بدن المريض * على (1225) * أفضل (1226) ما يمكن أن تكون في سهولة جرها أعني أن تكون رقيقة ولا يكون فيها * شيء (1227) من اللزوجة وأن تكون المجاري التي تحتاج إلى أن يكون نفوذ ما يخرج في الإسهال منها واسعة مفتووحة ليس فيها شيء من السدد. فقد نفعل نحن هذه الأشياء ونتقدم فنهيئ البدن بهذه الحال إذا أردنا أن نسهله، وهذا ما أراده أبقراط في فصل أتى به بعد قليل قال * فيه (1228) إذا أردت أن تسهل. فينبغي أن تصير ما تريد إخراجه من البدن يجري فيه بسهولة، إلا أن في الأمراض الحادة إذا كان إنما يجوز أن يستعمل الإسهال منذ أولها * إذا (1229) كانت مهتاجة إما في اليوم الأول وإما في أقصاه في اليوم الثاني فليس يمكن أن يتهيأ فيها البدن هذه التهيئه إلا أن يتسع الإنسان من الوقت ما يسقى فيه المريض ماء الغسل وقد طبخ فيه شيء من الحشيشة التي يقال لها زوفا أو من الفودنخ الجبلي أو من * الفودنج (1230) البري أو من * الحاشا (1231) أو مما * له (1232) من الأدوية مثل ما لهذه * من (1233) التلطيف، فقد PageVW0P111A * تبين (1234) أن الواجب * ما (1235) قال * من (1236) أنه يحتاج في الأمراض الحادة * إلى (1237) أن يستعمل الإسهال في ابتدائها في الندرة لأنه ليس تكاد الأخلاط المولدة * للأمراض (1238) أن تكون في * أولها (1239) مهتاجة وإن اتفق أيضا أن تكون كذلك فليس يكاد يتفق ذلك وبدن المريض مستعد متهيئ للإسهال ولا * يمهلنا (1240) * أيضا (1241) المرض إلى أن نصيره نحن مستعدا متهيئا لذلك.
25
[aphorism]
Страница 450