قال جالينوس: قد ينبغي أن يكون لمقدار الاستفراغ حد معروف كان ذلمك من الطبيعة طوعا أو كان من * فعلنا (1162) . وكما أن كيفيته ينبغي أن تكون على حسب الكيموس الذي منه حدث المرض، كذلك ينبغي أن تكون كميته بحسب مقدار ذلك الكيموس. وقد وصفنا العلامات التي يستدل بها على كيفية الاستفراغ قبل في تفسيرنا للفصل الذي * أوله (1163) «استطلاق البطن والقيء الذين يكونان طوعا»، وليس معنا إلى هذه الغاية علامة تدلنا على كمية الاستفراغ مثل ما وصفنا من العلامات التي تدل على كيفيته. ولذلك أعطانا * أبقراط (1164) علامات * يبين (1165) بها مقدار الاستفراغ منها استقلال المريض به. وذلك أنه * إن (1166) كان الشيء الغالب هو الذي يستفرغ فإن بدن المريض يخف ضرورة عما كان ويجد من الراحة أكثر مما كان. فإن استفرغ مع الشيء الخارج * عن (1167) PageVW0P109A الطبيعة شيء طبيعي فإن المريض يسترخي ضرورة وتضعف قوته * ويحس (1168) بثقل وقلق، فيجب أن لا يلتفت * إلى (1169) مقدار الشيء الذي يستفرغ، لكنه إنما * ينبغي (1170) أن ينظر في هذه العلامة التي وصفت وفي علامة أخرى ثابتة أعني أن يكون مع الاستفراغ خفة وراحة وأن يكون الشيء الذي يستفرغ أيضا إنما * هو (1171) * بعد (1172) الشيء الذي ينبغي أن يستفرغ. وأما قوله بعد ذلك «وحيث ينبغي فليكن الاستفراغ حتى يعرض الغشي» فهو صواب، لكنه يحتاج * إلى (1173) أن يوصف * مع (1174) ذلك العلامات التي يستدل بها على وقت الحاجة إلى استعمال ذلك. وإذا كان أبقراط لم يصفها فإنا * نحن (1175) مما قد وجدناه * بالتجربة (1176) وعرفناه * بالقياس (1177) نصف الحالات التي ينبغي فيها ان يكون الاستفراغ حتى يعرف الغشى. وينبغي أن نحدد أولا أي غشى قصد أبقراط فيما ينبغي أن يستعمل من الاستفراغ. وذلك أنه لم يعن * الغشي (1178) الذي ربما عرض للمريض من الجبن من الفصد أو من غيره من العلاج، ولا الغشى * الذي (1179) يعرض إذا كان في فم المعدة فضل لذاع * قد (1180) كان مجتمعا فيه قيل استعمال العلاج أو يتجلب إليه في وقت استعماله. فإن المريض قد يعرض له الغشي عند هذه الأحوال وليس هذا الغشي بحد * للمقدار (1181) الكافي من الاستفراغ لأنه ربما كان قبل الوقت الذي قد بلغ فيه مقدار الحاجة، PageVW6P022B وكذلك أيضا قد يعرض كثيرا لبعض المحمومين الغشي بسبب نهوضهم وانتصابهم في الجلوس، ولذلك قد نقصدهم وهم مستلقون. فإنما عنى أبقراط بالغشي في هذا PageVW0P109B الموضع الغشي الذي يكون بسبب مقدار الاستفراغ وهو الذي يحدثه مقدار الاستفراغ في الأورام * الحارة (1182) التي هي في غاية * العظم (1183) وفي الحميات المحرقة جدا وفي الأوجاع الشديدة المفرطة. وإنما ينبغي كما قال أبقراط أن يتقدم على هذا المقدار من الاستفراغ إذا كانت القوة قوية، وقد خبرنا هذا الاستفراغ * مرارا (1184) كثيرة لا تحصى فوجدناه ينفع منفعة قوية. * وذلك (1185) أن استفراغ الدم بالفصد إلى أن يعرض الغشي في الحمى المفرطة الحرارة يحدث * للبدن (1186) كله * بردا (1187) على المكان وتطفئ الحمى. وفي أكثر من يفعل * به (1188) ذلك يستطلق * البطن (1189) ويجري منه عرق * كثير (1190) ممن * يفعل (1191) به هذا فيحدث له ما وصفت أن * يسكن (1192) مرضه السكون التام. وبعضهم ينتفع به منفعة عظيمة وتنكسر عنهم عادية المرض وشدته. ولا أعلم في الأوجاع الشديدة المفرطة * علاجا (1193) أقوى وأبلغ من الاستفراغ إلى أن يعرض الغشي بعد أن * يحدد (1194) ويعلم هل ينبغي أن يفصد عرق أو يستعمل الإسهال إلى أن يعرض الغشي كما * قد (1195) بينت في * كتبي (1196) في الفصد.
24
[aphorism]
قال * (1197) أبقراط: قد يحتاج في الأمراض الحادة في الندرة إلى أن يستعمل الدواء المسهل في أولها وينبغي أن يفعل ذلك بعد أن * يتقدم (1198) * فيدبر (1199) الأمر على ما ينبغي.
[commentary]
Страница 447