قال جالينوس: أما قوله «الدواء» فمن عادته أن يستعمل هذه اللفظة وهو يريد * بها (1136) * الدواء (1137) المسهل. وأما قوله «مهتاجا» فإنها لفظة استعارها للكيموس على طريق التشبيه بالحيوان الهائج. وذلك أنه كما أن الحيوان إذا هاج لا يقدر أن يستقر لأن الشهوة التي فيه تحركه وتزعحه وترهقه كأنها * تدغدعه (1138) ، كذلك الكيموسات أيضا ربما أقلقت المريض وأذته بحركة تكون PageVW0P108A لها قوية وسيلان من عضو إلى عضو في ابتداء المرض فتكر به وتحدث له قلقا ولا تدعه تستقر، لكنها تتحرك وتسيل كما قلنا من عضو إلى عضو وتؤدي بحركتها هذه وتنقلها للمريض. وأما * متى (1139) كانت الكيموسات على هذه من الحال فينبغي أن * يستفرغ (1140) إذا كانت * لها (1141) حركة وثقل وسيلان. فأما متى كانت الكيموسات قد ثبتت ورسخت في عضو من الأعضاء فلا ينبغي أن تحرك بشيء من العلاج ولا تستفرغ بالدواء المسهل حتى تنضج، فإنها * إذا (1142) نضجت كانت الطبيعة معاونة لها على استفراغها. فإنا قد * نرى (1143) الطبيعة أيضا بعد النضج * قد (1144) تمير الكيموسات وتدفع الفضل ففي ذلك الوقت يكون البحران، إلا أن الطبيعة * إن (1145) تحركت حركة تامة لم تحتج إلى دواء، وإن كان في حركتها تقصير وضعف فينبغي أن يزيد ويتمم ما قصرت عنه حتى يكون استفراغ الشيء المؤدي بالأمرين جميعا أعني بدفع الطبيعة وبجذب الدواء. وقد بينا في كتابنا * في (1146) القوى الطبيعية أن طبيعة كل واحد من الأعضاء تستعمل أربع قوى واحدة بها * يجتذب (1147) الشيء الموافق وأخرى تحتوي عليه وتمسكه وأخرى تغيره وتنضجه وأخرى * دافعة (1148) تقذف الشيء المخالف له عنه، وأن كل واحد من الأدوية المسهلة * يجذب (1149) الكيموس المشاكل له. وما أحسن ما صنع * أبقراط (1150) إذ زاد في قوله وفي الأكثر ليس يكاد أن يكون * المرض (1151) مهتاجا. وينبغي أن يتعرف هذا من التجربة أن سيلان الكيموسات من عضو إلى عضو PageVW0P108B * أقل (1152) ما يكون. وأما في أكثر الأمر فتكون الكيموسات ثابتة ساكنة * في (1153) عضو واحد * وفي (1154) ذلك العضو يكون نضجها في مدة زمان المرض كله إلى أن ينقصى. وليس يوجد هذا الفصل في جميع النسخ. وأما في كتاب الكيموسات فهو موجود.
23
[aphorism]
قال * (1155) أبقراط: PageVW6P022A ليس ينبغى أن يستدل على المقدار الذي يجب أن يستفرغ من البدن من كثرته لكنه ينبغي أن * يستغنم (1156) الاستفراغ ما دام الشيء الذي ينبغي أن يستفرغ هو الذي * يستفرغ (1157) * والمريض (1158) محتمل * له (1159) بسهولة وخفة وحيث ينبغي فليكن الاستفراغ حتى يعرض الغشي وإنما ينبغي أن يفعل ذلك متى كان * المريض (1160) محتملا * له. (1161)
[commentary]
Страница 444