قال جالينوس: إن أبقراط لما تكلم في كمية الغذاء ثم تكلف * في (947) كيفيته كلاما كافيا أراد * بعد (948) أن يصف لنا طريق استعمال * الغذاء (949) . وذلك أنه ليس يكتفى أن يعلم أن هذا المريض ينبغي أن يعطى من الطعام PageVW6P018B مقدارا * أكثر (950) أو أقل * وأن (951) يكون غذاؤه غذاء مجففا أو مرطبا، لكن * قد (952) يحتاج حاجة اضطرارية مع * ذلك (953) أن يعلم هل ينبغي أن يطعم المريض الطعام مرة * واحدة (954) أو مرارا كثيرة في كل يوم أو * ليلة (955) ، وقد يؤخذ الاستدلال على ذلك من الوقت الحاضر من أوقات السنة ومن * السن (956) ومن العادة كما * يؤخذ (957) الاستدلال على كمية الغذاء وكيفيته. فإن الأعراض الأول في هذا الباب أيضا هي المرض PageVW0P103A وقوة المريض ثم من بعدهما الوقت الحاضر من أوقات السنة والسن والعادة وسائر الأشياء التي تجري المجرى * هذه (958) . ولذلك زاد بقراط بقوله في هذا الباب في قوله فقال * «وينبغي (959) أن يعطى الوقت الحاضر من أوقات السنة حظه من هذا والعادة والسن». فدل دلالة بينة بقوله «وينبغي أن يعطى الوقت * الحاضر (960) حظه» أن الدلالة المأخوذة من هذه * الأشياء (961) على استعمال الغذاء هل ينبغي أن يكون في مرار كثيرة أو في مرار قليلة. * وهذا (962) ينبغي أن يستعمل بتة أم لا ليست كل الدلالة التي يحتاج إليها في * أمر (963) الغذاء ولا أعظمها من قبل أن الدلالة إنما تؤخذ أولا من المرض وقوة المريض وهما أولى ما أخذ منه. ثم من بعد ذلك من الوقت الحاضر من أوقات السنة ومن السن والعادة ومن أشباههما. وذلك أنه إن كانت قوة المريض ضعيفة وحال بدنه * إما (964) حال فساد وإما حال نقصان، فينبغي أن تعطيه طعاما قليلا مرارا * كثيرة (965) . أما * قليله (966) * فلأن (967) القوة إذا كانت ضعيفة لم تحتمل طعاما كثيرا دفعة. وأما في مرار * كثيرة (968) * فلأن (969) حال البدن تحتاج إلى غذاء كثير، لأن النقصان يحتاج إلى الزيادة والفساد يحتاج إلى القمع والتعديل. فإن كانت القوة ضعيفة وليس حال البدن حال نقصان ولا حال فساد لكن الكيموسات الطبيعية على * حال (970) اعتدال أو كانت مع ذلك كثيرة فينبغي أن يغذو المريض مرارا قليلة قليلا قليلا، وهذا الاستعمال إذا كانت القوة * قوية (971) والكيموسات كثيرة أولى بأن * يلزم (972) . * فإن (973) كانت القوة قوية وكان حال البدن حال نقصان أو حال فساد فينبغي أن * يعطى (974) المريض طعاما كثيرا مرارا كثيرة لأن حال بدنه حال يحتاج إلى الطعام كثير وقوة قوية تقي بإيضاحه. PageVW0P103B فإن عاقبتنا نوائب الحمى فلم نجد أوقاتا كثيرة للغذاء فينبغي أن يعطى المريض ذلك الطعام الكثير في مرار قليلة. * وإذا (975) كانت القوة قوية وكان المريض من * الامتلاء (976) فينبغي أن * تطعمه (977) طعاما PageVW6P019A * قليلا (978) في مرار قليلة. وذلك * لأنه (979) وإن كان الشيء الذي ينضج الطعام قويا فإن حال البدن إذا * كانت (980) لا تحتاج إلى طعام كثير * فواجب (981) أن يبستعمل طعاما * قليلا (982) . * وهكذا (983) ينبغي أن يأخذ الاستدلال على هذا الباب الذي قصدنا إليه من قوة المريض ومن مرضه. فأما من الوقت والسن والعادة * وغيرها (984) * مما (985) يجري * مجراها (986) فعلى هذا المثال. أما في الصيف فالذي ينبغي على حسب الوقت أن يطعم المريض مرارا كثيرة قليلا قليلا، لأنه يحتاج إلى زيادة من الغذاء لكثرة ما يتحلل منه وقوته ضعيفة. * وأما (987) في الشتاء فينبغي أن * يعطى (988) المريض طعاما كثيرا لا في مرار كثيرة، * وأما (989) الكثرة فلشدة القوة. وأما بقليلة المرار فلأن المريض في ذلك الوقت ليس يحتاج إلى زيادة كثيرة جدا من الغذاء لأنه ليس يستفرغ استفراغا كثيرا. وقد بينا قبل أن الأصحاء هم الدين * تستفرغ (990) أبدانهم في الشتاء * تفريغا (991) كافيا مما فيها لأن الحرارة الغريزية * التي (992) تكون فيهم في ذلك الوقت أكثر. وأما في وسط الربيع وما بعد الوسط خاصة إذا قرب الصيف فينبغي أن يغذو بغذاء يسير فيما بين أوقات طويلة، لأن هذا الوقت تكاد تكون حاله قريبا من حال الأمراض التي تحدث من الامتلاء لأن الكيموسات التي كانت خامدة في الشتاء تتحلل وتذوب فيه. * فكما (993) أن في الأمراض التي تكون من الامتلاء إذا كانت القوة قوية * يعطى (994) المريض غذاء قليلا فيما بين أوقات طويلة، فكذلك PageVW0P104A ينبغي أن يفعل في * وقت (995) الربيع في المحمومين خاصة الذين فيهم هذا القول لبقراط. فإن تدبير غذاء الأصحاء قد وصفناه قبل. فأما في الخريف فتشبه حاله حال الأمراض التي تعرض من فساد الكيموسات، ولذلك * من (996) يحم في ذلك الوقت يحتاج إلى زيادة متتابعة من غذاء محمود. فإن كانت القوة قوية فينبغي أن يغذو المريض مرارا كثيرة غذاء كثيرا، وإن كانت القوة ضعيفة فينبغي أن * يغذوه (997) مرارا كثيرة قليلا قليلا، وعلى هذا المثال يؤخذ الاستدلال من * الأسنان (998) ومن * العادات (999) ومن البلدان ويضاف إلى * ذلك (1000) جميع أنحاء الاستدلال من هذه الأبواب إلى الغرضين الأولين. وذلك أن كل واحد من هذه الأشياء التي * ذكرناها (1001) إما أن تزيد في القوة وتقويها وإما * أن (1002) تنقص منها وتضعفها وإما أن تزيد في الكيموسات فتحدث امتلاء أو تنقص منها أو تصيرها إلى حال * رديئة (1003) .
18
[aphorism]
قال * (1004) أبقراط: أصعب ما * يكون (1005) احتمال الطعام على الأبدان في الصيف والخريف وأسهل ما يكون PageVW6P019B احتماله عليها في الشتاء ثم * من (1006) بعده في الربيع.
[commentary]
Страница 433