قال جالينوس: ليس هذا من أبقراط تكرير للكلام في معنى واحد مرتين كما قد ظن به قوم إذ كان قد وضع من قبل هذا الفصل الذي * أوله (1007) * أن (1008) الأجواف في الشتاء والربيع أسخن ما تكون بالطبع. ثم قال في هذا * الفصل (1009) * إن (1010) أصعب ما يكون احتمال الطعام على الأبدان في الصيف والخريف وأسهل ما يكون احتماله عليها في الشتاء ثم من بعده في الربيع، لكنه لما كان قد يأخذ الاستدلال على كمية الغذاء وعلى جهة استعمال الأطعمة في الأصحاء والمرضى من أوقات السنة PageVW0P104B وجب أن يذكرها عند ذكره لكل واحد من هذين الأمرين فبين هناك أنه ينبغي أن يطعم الأصحاء في الشتاء من الطعام أكثر لأن الحار الغريزي الذي هو الهاضم للطعام والمحتاج إلى أن يغتذي فيهم في ذلك * الوقت (1011) أكثر. وبين هاهنا أنك إن أعطيت * إنسانا (1012) طعاما كثيرا في مرة واحدة لم يضره لأن جميع الناس يحتملون في الشتاء الطعام بسهولة ويصعب عليهم احتماله في الصيف ولذلك ينبغي في * الشتاء (1013) أن يأذن في تناول طعام كثير في مرار قليلة. وأما في الصيف * فإن (1014) احتمال للطعام يصعب على الأبدان لأن الحار الغريزي الذي هو الهاضم والمغير له قليل فينبغي أن يحذر بكل وجه من الحيلة أن يعطى من الطعام شيئا كثيرا دفعة ويتوخي * أن (1015) يعطي طعاما قليلا في مرار متتابعة. وذلك أن حال البدن في ذلك الوقت * شبيهة (1016) بحاله في الأمراض التي تكون من النقصان، وكذلك يحتاج إلى الزيادة فهذا أمر الشتاء والصيف. وأما * الوقتان (1017) الآخران فالخريف منهما يتلو الصيف والربيع يتلو الشتاء والسبب في ذلك بين وهو أن الأبدان تبتدئ في الخريف تبرد وتجتمع وتتكاثف وتبتدئ في الربيع تسترخي وتسخف فمن قبل هذا ليس * القول (1018) الذي تقدم فيه في أمر أوقات السنة قولا واحدا كرره مرتين، وأيضا من قبل أن كلامه كان في ذلك الوقت في الأصحاء وكلامه في هذا الفصل في المرضى.
19
[aphorism]
قال * (1019) أبقراط: إذا كانت نوائب الحمى لازمة * لأدوارها (1020) فلا ينبغي في أوقاتها أن يعطى المريض شيئا أو PageVW1P111B * أن (1021) * يضطر (1022) * إلي شيء (1023) لكن ينبغي أن ينقص من الزيادات من قبل أوقات الانفصال.
[commentary]
Страница 435