قال جالينوس: أما في الفصل الذي قبل هذا فكان كلام أبقراط في كمية الغذاء. وأما في هذا الفصل فإنه تكلم في كيفية الغذاء فوصف أشياء كثيرة نافعة بأوجز ما يكون من القول، أولها كيف ينبغي أن يغذي * المحمومون (917) ، ثم * بين (918) في الثاني أنه ينبغي أن يكون مبني العمل في الاستدلال على * طريق (919) تدبير * الأصحاء (920) . أما في الأشياء الخارجة * عن (921) الطبيعة فعلى استعمال الضد. وأما في الأشياء الطبيعية فعلى استعمال التشبيه. وذلك أنه أشار في الحمى لأنها مرض حار يابس، إذ كانت إنما هي تغير الحرارة الغريزية إلى النارية بالغذاء الرطب. وأشار متى كانت الطبائع رطبة من قبل السن أو من قبل العادة أن * لا (922) يكون التدبير بالضد * لكن (923) بالتشبيه. وذلك أن PageVW0P102A طبيعة البدن إنما ينبغي أن تحفظ * بالتدبير (924) لا أن تنقض وتتغير كما ينبغي أن يفعل بالمرضى. وأما الذين جاءوا بالاستسقاء الذي معه حمى فظنوا أنهم * قد (925) ناقضوا به هذا الفصل، لأن PageVW6P018A * أصحاب (926) تلك العلة لا يحتاجون إلى التدبير الرطب، لكن إلى التدبير اليابس، فقد جهلوا جملة من العلاج يحتاج إليها حاجة اضطرارية، وقد شرحنا هذا الشرح التام في كتاب حيلة البرء، وبينا هناك أن كل واحد من الأمراض المفردة يحتاج إلى علاج خاصي، فإذا تركبت بعضها مع بعض فبحسب تركيبها يكون ما يستدل به عليها من اختلاف * علاجها (927) . فأما أن نقصد لمضادة المرض الأقوى منها تحريكا وحفزا من غير أن * تغفل (928) * الأشياء (929) الأخر، وأما أن نقصد لعلاجها جميعا فصدا سواء. وما ذكر المستسقى المحموم إلا بمنزلة ذكر * من (930) ينقث الدم * وبه (931) ذات الجنب. فإن هذين * مرضين (932) يحتاجان إلى علاجين متضادين وهما نفث الدم وذات الجنب. * وإذا (933) اتفقا معا بإنسان واحد فينبغي أن يقصد بأكثر العلاج إلى أشدهما حفرا ولا يغفل * أمر (934) الآخر. وكذلك إذا كان بإنسان حمى واستسقى فينبغي أن يقصد * للمرضين (935) جميعا بما يحتاجان إليه وهما يحتاجان إلى * علاجين (936) متضادين ويتلطف لمضادة كل واحدة منهما، كمثل * ما (937) يفعل في جميع الأمراض التي * تتركب (938) . وهذا وأشباهه من القول ليس فيما نقوله ولا يقبله من أحد أن قاله، بل إن وجدنا أبقراط قد ترك ذكر شيء باسمه في هذا الفصل وحاله كحال ما قد ذكره فيه، رأينا أنه ينبغي أن يتوهم أنه قد قاله بمعناه، وقد ذكر السن والعادة، فيجب عليك من ذكره PageVW0P102B لهما أن تذكر معهما المزاج الطبيعي والوقت الحاضر من أوقات السنة والبلد، وقد نجد أبقراط ربما زاد ذكر هذه الأشياء وربما ذكر واحد منها أو اثنين وألغى ذكر سائر نظائر ما * ذكر (939) . وقد يوجد الاستدلال من هذه * الأشياء (940) كما يؤخذ من السن ومن المرض. فإنا إذا وجدنا الشيء على * حال (941) ليست بمذمومة حفظناه على تلك الحال بالأغذية وسائر التدبير الذي يشاكله في مزاجه، وإذا وجدنا الشيء على حالة مذمومة أصلحناه بالضد. وقد تكلمنا في جميع أنحاء الاستدلال بأتم ما يكون من القول وأبلغه في كتاب حيلة البرء.
17
[aphorism]
PageVW7P021B قال * (942) * أبقراط (943) : وينبغي أن يعطى بعض المرضى غذاءهم في مرة واحدة وبعضهم في مرتين ويجعل ما * يعطونه (944) منه أكثر أو * أقل (945) وبعضهم قليلا قليلا وينبغي * أيضا (946) أن يعطى الوقت الحاضر من أوقات السنة حظه من هذا والعادة والسن.
[commentary]
Страница 429