قال * جالينوس (586) : ويعني بالكهول * الذين (587) سنهم * متوسطة (588) فيما بين منتهى الشباب وبين * سن (589) الشيخوخة حتى يكونوا قد جاوزوا منتهى الشباب * ولم (590) PageVW0P093A يظهر فيهم * للشيخوخة (591) أثر. وبهذا الاسم * سماهم (592) أولا توقديدس. وبين سن الكهول وبين سن الفتيان سن * أخرى (593) على حسب توسطها في المرتبة فيما بين هاتين السنين يكون توسط أصحابها في سهولة الاحتمال الإمساك عن الطعام وعسر الاحتمال لذلك حتى لا يمكنك أن تقول إن أصحاب يحتملون الإمساك عن * الطعام (594) بسهولة كمثل احتمال الكهول * والمشايخ (595) ولا * إنهم (596) يعسر عليهم احتماله كما يعسر على الفتيان * والصبيان (597) ، لكن أبقراط لم يذكر هذه * السن (598) ، لأنه قد يمنكن أن يفهم أمرها مما قاله في غيرها، وأراد بقوله «من كان من الصبيان أقوى شهوة فهو * أقل (599) أحتمالا له أن يبين أمر الاختلاف الطبيعي. وذلك أن من كان من الصبيان الحرارة الغريزية فيه أكثر فإنه أقوى شهوة للطعام وأقوى على هضمه، فإن لم يتناوله كان ما تناله من المضرة أعظم. فهذا هو قول أبقراط، وهو * «بعد (600) يحتاج بعد إلى زيادة شيء يسير حتى يكون تاما». وذلك أن قوله إن المشايخ أحمل الناس لترك الطعام إنما يصح فيمن هو في ابتداء الشيخوخة، وليس يصح فيمن بلغ الشيخوخة PageVW6P013A القصوى، لأن أولائك ليس يحتملون الإمساك عن الطعام وقتا طويلا. فينبغي * إذا (601) أن تزاد في * هذا (602) الفصل زيادة يسيرة فيقال إن المشايخ الذين لم يبلغوا الشيخوخة القصوى أحمل الناس للإمساك عن الطعام ومن بعدهم الكهول، أو أن يجعل مكان الإمساك عن الطعام الإقلال من الطعام فيقال إن المشايخ أحمل الناس لتناول اليسير من الطعام ومن بعدهم الكهول. وذلك أن المشايخ أيضا الذين PageVW0P093B قد بلغوا * الشيخوخة (603) * القصوى (604) . وإن كانوا لا يحتملوا الإمساك عن الطعام مدة طويلة، فإنك تجدهم إنما يتحتاجون إلى تناول اليسير من * الطعام (605) . وذلك أن * حالتهم (606) شبيهة بحال السراج الذي قد * شارف (607) أن يطفأ فإن السراج عند تلك الحال يحتاج * إلى (608) أن يتعاهد تعاهدا إلا * يفوت (609) فيه صب * الزيت (610) قليلا قليلا ولا يحتمل أن يصب * فيه (611) من * الزيت (612) شيء كثير دفعة * وأخرة (613) . فينبغي أن تكون جملة ما يطعم من كانت هذه حاله يسيرا ويطعم ذلك في مرار * كثيرة (614) * ومتفرقا (615) ولا يترك وقتا طويلا بلا غذاء.
14
[aphorism]
قال * (616) أبقراط: ما كان من الأبدان في النشوء فالحار الغريزي * فيهم (617) على غاية ما يكون من الكثرة ويحتاج من الوقود إلى أكثر * مما (618) يحتاج * إليه (619) سائر * الأبدان (620) . فإن لم يتناول ما يحتاج إليه من الغذاء ذبل بدنه ونقص. * وأما (621) * الشيوخ (622) فالحار * الغريزي (623) فيهم * قليل (624) فمن قبل * ذلك (625) ليس يحتاجون من الوقود إلا * إلى (626) * اليسير (627) لأن * حرارتهم (628) * تطفأ (629) من * الكثير (630) ومن قبل هذا أيضا ليس تكون الحمى في * المشايخ (631) حادة * كما (632) تكون في الذين في النشوء وذلك لأن أبدانهم باردة.
[commentary]
Страница 405