177

Тафсир Садра Мутаалихина

تفسير صدر المتألهين

Жанры

الأول: إن المعرفة ايمان كامل، وهو الأصل، ثم بعد ذلك كل طاعة ايمان على حدة، وهذه الطاعات لا يكون شيء منها ايمانا إلا إذا كانت مرتبة على الأصل الذي هو المعرفة، وكذا القياس في جانب مقابله: أعني الكفر، وهو قول عبد الله بن سعيد الكلاب.

الثاني: زعموا أن الإيمان اسم للطاعات كلها، وهو إيمان واحد، وجعلوا الفرائض والنوافل كلها من جملة الإيمان، ومنهم من قال: الإيمان اسم للفرائض دون النوافل.

وثانيها: إن الإيمان بالقلب واللسان معا، وقد اختلف أهل هذا المذهب على أقوال.

الأول: إنه إقرار باللسان ومعرفة بالقلب، وهو قول أبي حنيفة وعامة الفقهاء. ثم هؤلاء اختلفوا في موضعين.

أحدهما: في حقيقة هذه المعرفة، فمنهم من فسرها بالاعتقاد الجازم - سواء كان اعتقادا تقليديا، أو علما صادرا عن الدليل - وهم الأكثرون الذين يحكمون أن المقلد مسلم، ومنهم من فسرها بالعلم الصادر عن الاستدلال.

والثاني: في متعلق هذا العلم، فقال بعض المتكلمين: هو العلم بالله وصفاته على سبل الكمال والتمام.

ثم لما كثر الاختلاف بينهم في الصفات، واقدمت كل طائفة على تكفير من عداها، قال أهل الإنصاف: المعتبر هو العلم بكل ما علم بالضرورة من دين محمد (صلى الله عليه وآله).

القول الثاني: إنه التصديق بالقلب واللسان معا، وهو قول أبي الحسن الأشعري، وبشر بن غياث المريسي، والمراد بالتصيدق بالقلب: الكلام القائم بالنفس.

القول الثالث: قول جماعة من الصوفية: إنه إقرار باللسان وإخلاص بالقلب.

وثالثها: إنه عبارة عن عمل القلب وأصحاب هذا المذهب اختلفوا على قولين:

Неизвестная страница