178

Тафсир Садра Мутаалихина

تفسير صدر المتألهين

Жанры

أحدهما: إنه معرفة الله بالقلب، حتى ان من عرف الله بقلبه ثم جحد بلسانه ومات قبل التوبة، فهو مؤمن كامل الإيمان، وهو قول جهم بن صفوان، أما معرفة الكتاب والرسل واليوم الآخر فقد زعم إنها غير داخلة في حد الإيمان.

وحكى الكعبي عنه: أن الإيمان معرفة الله مع معرفة كل ما علم بالضرورة إنه من دين محمد (صلى الله عليه وآله).

وثانيهما: إنه مجرد التصديق بالقلب، وهو قول الحسين بن الفضل البجلي.

ورابعها: إنه إقرار باللسان فقط، وأصحابه فريقان:

الأولى: قالوا: إن الإقرار باللسان هو الإيمان فقط، لكن شرط كونه ايمانا حصول المعرفة، فالمعرفة شرط لكون الإقرار باللسان ايمانا، لا انها داخلة في مسمى الايمان. وهو قول غيلان بن مسلم الدمشقي والفضل الرقاشي، وإن كان الكعبي قد أنكر كونه قولا لغيلان.

الفرقة الثانية قالوا: إن الإيمان مجرد الإقرار باللسان، وهو قول الكرامية، وزعموا أن المنافق مؤمن بالظاهر، كافر بالسريرة، فثبت له حكم المؤمنين في الدنيا وحكم الكافرين في الآخرة، فهذا مجموع أقوال الناس في مسمى الإيمان في الشرع حسبما وجد في كتب الكلام وغيره.

اشارة فيها انارة

[ماهية الإيمان وانه مجرد العلم والتصديق]

أعلم إن الإيمان وسائر مقامات الدين ومعالم شريعة سيد المرسلين (عليه وآله السلام)، إنما ينتظم من ثلاثة أمور: معارف وأحوال وأعمال. فالمعارف هي الأصول، وهي تورث الأحوال، والأحوال تورث الأعمال. أما المعارف، فهي العلم بالله وصفاته وأفعاله وكتبه ورسله واليوم الآخر. وأما الأحوال، فكالانقطاع عن الأغراض الطبيعية، والشوائب النفسانية، والوساوس العادية، كالشهوة والغضب والكبر والعجب ، ومحبة الجاه والشهرة وغير ذلك. وأما الأعمال، فكالصلاة والزكاة والصوم والطواف والجهاد وفعل ما أمره الله به وترك ما نهى عنه.

فهذه الثلاثة إذا قيس بعضها الى بعض، لاح للناظرين الى الأشياء بالنظر الظاهر، المقتصرين على إدراك النشأة الحسية، أن العلوم تراد للأحوال، والأحوال تراد للأعمال، فالأعمال هي الأصل عندهم، والأفضل في نظرهم.

Неизвестная страница