176

Тафсир Садра Мутаалихина

تفسير صدر المتألهين

Жанры

وتعديته بالباء، لتضمنه معنى الاعتراف، وقد يطلق بمعنى الوثوق كما حكى أبو يزيد: ما آمنت أن أجد صحابة، أي ما وثقت فهو من حيث أن الواثق صار ذا أمن، وكلا الوجهين حسن في: { يؤمنون بالغيب }.

وأما بحسب الشرع فقد اختلف أهل القبلة في معنى الإيمان في عرف الشرع إلى اربعة مذاهب.

أحدها: إنه إسم لأفعال القلوب، والجوارح، والإقرار باللسان. وهو مذهب المعتزلة والخوارج والزيدية واهل الحديث، فهو اسم لمجموع أمور ثلاثة: اعتاقد الحق، والإقرار به، والعمل بمقتضاه، فمن أخل بالاعتقاد وحده فهو منافق، ومن أخل بالإقرار فهو كافر على رأي. ومن أخل بالعمل ففاسق وفاقا، وكافر عند الخوارج، خارج عن الإيمان غير داخل في الكفر عند المعتزلة.

وروى الخاص والعام عن مولانا علي بن موسى الرضا (عليه السلام): " إن الإيمان هو التصديق بالقلب والإقرار باللسان والعمل بالأركان " وقد روي ذلك عنه أيضا على لفظ آخر: " الإيمان قول مقول، وعمل معمول، وعرفان بالعقول، واتباع الرسول ".

ثم إن الخوارج اتفقت على أن الإيمان بالله متناول للمعرفة به، وبكل ما وضع الله عليه دليلا عقليا او نقليا، ويتناول طاعته في جميع ما أمر به من الأفعال والتروك، حتى الصغائر، فالإخلال بشيء من هذه الأمور كفر.

وأما المعتزلة فقد اختلفوا فيه على وجوه:

أحدها: إن الإيمان عبارة عن الإتيان بكل الطاعات، سواء كانت من الأقوال أو الأفعال أو الاعتقادات، وسواء كانت واجبة أو مندبة، وهو قول واصل بن عطاء وأبي هذيل والقاضي عبد الجبار.

وثانيها: إنه عبارة عن فعل الواجبات فقط دون النوافل. وهو قول أبي هاشم وأبي علي.

وثالثها: إنه عبارة عن اجتناب كل ما جاء به الوعيد.

وأما أهل الحديث: فذكروا وجهين:

Неизвестная страница