(خبر) وعن علي عليه السلام قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العشرة الأواخر من شهر رمضان فلما نادى بلال بالمغرب أتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بكتف جزور مشوية فأمر بلالا فكف هنيهة فأكل عليه السلام وأكلنا، ثم دعا بلبن إبل قد مذق له فشرب وشربنا، ثم دعا بالغسل فغسل يده من غمر اللحم ومضمض فاه، ثم تقدم فصلى بنا ولم يحدث طهورا، دل ذلك على ما ذكرناه؛ لأن الجزور اسم لما يجزر من الإبل والبقر، وقوله مذق أي خلط بماء.
باب الغسل
الغسل -بضم الغين، وسكون السين- الاسم من الاغتسال، والغسل -بكسر الغين- ما يغسل به الرأس، قال الشاعر:
فيا ليل إن الغسل ما دمت أيما ... علي حرام لا يمسني الغسل
الغسل بكسر الغين الآس يخلط بأنواع من الطيب ثم يمشط به، الغسالة -بضم الغين- ما يسقط من الغسل بفتح الغين، والغسول -بفتح الغين وضم السين- كل شيء غسل به وهو أيضا الماء يغتسل به، والغسيل -بفتح الغين وكسر السين بعدها ياء معجمة باثنتين من أسفل- المغسول، ويقال لحنظلة بن الراهب الأنصاري غسيل الملائكة؛ لأنه قتل يوم بدر جنبا فغسلته الملائكة.
فصل في أعداد الغسل الواجب وتعيينها
أما أعدادها فستة، أما تعيناتها: فأولها غسل الجنابة، والأصل في وجوبه الكتاب والسنة والإجماع.
بأما الكتاب فقول الله تعالى:{وإن كنتم جنبا فاطهروا}[المائدة:6]، وقوله عز قائلا: {ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا}[النساء:43].
وأما السنة فالمعلوم من الدين ضرورة وجوب الاغتسال على الجنب مع الإمكان، ونورد ما سنح من الأخبار شيئا فشيئا ونتكلم عليه.
Страница 46