يكون للمقدار منه حد محدود لا يقع الأصغر منه فيه، ومن الدليل على أن المدرك يأخذ شبحا من المدرك ما يبقى فى الخيال من صورة المرئى حتى يتخيله متى شاء، فترى أن ذلك المتخيل هو صورة الشىء فى نفسه وقد انتقل إلى الخيال وتجرد الشىء عن صورته؟ كلا بل هو شىء غيره مناسب له، وأيضا فإن بقاء صورة الشمس فى العين مدة طويلة إذا نظرت إليها ثم أعرضت عنها يدلك على قبول العين للشبح، وكذلك تخيل القطرة النازلة خطا والنقطة المتحركة على الاستدارة بالعجلة دائرة، ولا يمكنك أن تتخيل ذلك وتراه إلا أن ترى امتدادا ما، ولا يمكن أن ترى امتدادا من نقطة متحركة فى غير زمان ولا من غير أن تتخيل الشىء فى مكانين، فيجب أن يكون [ذلك] لكون القطرة فوق ثم تحت وامتدادها فيما بين ذلك وكون النقطة على طرف من المسافة التى تستدير فيها وعلى طرف آخر وامتدادها فيما بين ذلك متصور الشبح عندك، وليس ذلك بحسب آن واحد، فيجب إذا أن يكون شبح ما تقدم مستحفظا بعده باقيا عقيبه ثم يلحقه الإحساس بما تأخر ويجتمعان امتدادا كأنه محسوس، وذلك لأن صورته راسخة وإن كانت القطرة أو النقطة قد زالت عن أى حد فرضت ولم تبق فيه زمانا،
Страница 143