فلنحل الآن الشبه المذكورة، فأما ما تعلقوا به من أن القرب يمنع الإبصار وأن انتقال الألوان والأشكال عن موادها مستحيل فهذا إنما كان يصح لهم لو قيل إن الإبصار أو شيئا من الإحساسات إنما هو بنزع الصورة من المادة على أنه أخذ نفس الصورة من المادة ونقلها إلى القوة الحاسة، وهذا شىء لم يقل به أحد، بل قالوا إن ذلك على سبيل الانفعال، والانفعال ليس أن يسلخ المنفعل قوة الفاعل أو كيفيته بل أن يقبل منه مثلها أو جنسا غيرها، ونحن نقول إن البصر يقبل فى نفسه صورة من المبصر مشاكلة للصورة التى فيه لا عين صورته، وهذا الذى يحس أيضا بالتقريب كالمشموم والملموس فليس يسلب الحاس بذلك صورته بل إنما يوجد فيه مثل صورته، لكن من الأشياء ما إلى الانفعال عنه سبيل بالملاقاة ومنها ما إذا لوقى انقطع عنه شىء يحتاج إليه حتى يؤثر أثره وهو فى هذا الموضع هو الشعاع المحتاج إلى اتصاله بالصورة المرئية فى أن يلقى ذو الصورة شبحا عن صورته فى غيره مناسبا لما نراه من إلقائه شبحه المؤكد إذا اشتد عليه الضوء حتى أنه يصبغ ما يقابله بصبغه فأداه متحققا إذا كان ما يقابله قابلا لذلك ولو بتوسط مرآة أيضا، ومع الاحتياج إلى استضاءة المرئى فإنه يحتاج أيضا إلى متوسط كالآلة تعينه عليه وهو الإشفاف، وأن
Страница 142