ولتقبل الآن على عد بعض المحالات التى تلزمهم بحسب أوضاعهم، فمن ذلك وضعهم أن أجزاء الخارج عن البصر تنعكس عن أجسام إلى أجسام أخرى، فإذا رأت جسما انعكست عنه إلى جسم فرأته ورأت ذلك الجسم الآخر المنعكس إليه، مثلا لما وصلت إلى المرآة رأت المرآة ثم لما انعكست عن المرآة إلى جسم آخر رأته أيضا معا، فيكون شىء واحد رأى شيئين معا، فيتخيل أن أحد الشيئين يراه فى الآخر، ويلزم وضعهم هذا مباحث عليهم، من ذلك أن انعكاس هذا الشعاع هو عن الصلب أو عن الأملس أو عن مجتمعهما، لكن هذا العكس مما قد يرونه يقع عن أملس غير صلب مثل الماء، فليس الصلابة هو الشرط، فبقى أن يكون السبب فيه الملاسة، فإذا كان السبب فيه هو الملاسة فلا يخلوا إما أن يكفى لذلك أى سطح أملس اتفق أو يحتاج إلى سطح متصل الأجزاء أملس، فإن كان الشرط هو القسم الثانى لم يجز أن ينعكس عن الماء لأنه لا اتصال لسطحه عندهم لكثرة المسام التى يضعونها فيه التى بسببها يمكن أن يرى ما وراءه بالتمام، وإن كان ليس من شرطه الاتصال فيجب أن يوجد هذا العكس عن جميع الأجرام وإن كانت خشنة لأن سبب الخشونة الزاوية أو ما يشبه الزواية مما يتقعر عن الحدبة، ولا بد فى كل ذى زاوية من سطح ليست فيه زاوية، فيكون أملس، وإلا لذهبت الزوايا إلى غير النهاية أو انتهت قسمة من السطح إلى أجزاء ليست بسطوح، وكلاهما محال، فإذن كل جرم فمؤلف السطح من سطوح ملس، فيجب أن يكون عن كل سطلح منها عكس،
Страница 130