ومما يجب أن نفرغ عنه تأمل مذهب آخر فى أمر الألوان والضوء، فإنا ما لم نفرغ عنه لم يكن لنا سبيل إلى أن ندل على صحة ما ذهبنا إليه بطريق القسمة، فنقول إن من المذاهب فى أمر الألوان مذهب من يرى أن اللون الأبيض إنما تكونه من الهواء والضوء وأن الأسود تكونه من ضد ذلك وأن حدوث اللون الأبيض هو من الشفاف إذا انقسم إلى أجزاء صغار ثم ارتكم، فإنه يعرض هناك أن تقبل سطوحها النور فتضىء، ولأنها شفافة يؤدى بعضها إضاءة بعض، ولأنها صغار يكون ذلك فيها كالمتصل، ولأن المشف لا يرى إلا بلون غيره فإن شفيفها لا يرى لكن العكوس عن السطوح المتراكمة منها ترى متصلة فيرى الجميع أبيض، قالوا ولهذا ما كان زيد الماء أبيض بمخالطة الهواء، والثلج أبيض لأنه أجزاء صغار جامدة شفافة خالطها الهواء ونفذ فيها الضوء، والبلور المسحوق والزجاج المسحوق لا يشف، وأى هذه اتصلت سطوحها اتصالا يبطل به انفراد كل شخص منها بنفسه عادت شفافة، والشفاف الكبير الحجم إذا عرض فيه شق رمى ذلك الموضع منه إلى البياض، قالوا فأما السواد فيتخيل لعدم غور الجسم وعمقه الضوء والإشفاف معا،
Страница 108