الحمدُ لله كَمْ أسْمُو بِعزميَ فِي ... نَيْل العُلاَ وَقَضاءُ الله ينْكسُه
كَأَنَّني البَدْرُ يبغى الشرقَ والفلكُ الـ ... أعلى يعارضُ مسراه فيعكسه
يقال: من نكد الوجود أنْ يرى الإنسان في منامه أنه وجد مالًا، أو أصاب جوهرا، أو ظفر بخير، فإذا انتبه لم ير من ذلك شيئا، وربما [يرى] (١) أنه قد أحدث، فإن انتبه كان ذلك يقينا.
قال الشاعر (٢): (من الطويل)
أَرى في مَنامي كُلَّ شَيءٍ يسوءني ... وَرُؤيايَ بَعدَ النَومِ أَدهى وَأَقبَحُ
فَإِن كانَ خَيرًا فَهُوَ أَضغاثُ حالِمٍ ... وَإِن كانَ شَرًّا جاءَني قَبلِ أُصبِحُ
وقال أبو العلاء المعري (٣): (من الطويل)
إلى اللهِ أشْكو أنّني كلَّ ليلةٍ ... إذا نِمْتُ لم أعْدَمْ خواطِرَ/ أوْهامي [٢٤ أ]
فإنْ كان شرًّا فهْوَ لا بُدّ واقِعٌ ... وإنْ كان خَيْرًا فهْوَ أضْغاثُ أحلام
وقال الأحنف العكبري (٤): (من الوافر)
وأحلم في المنام بكل خير ... فأصبح لا أراه ولا يراني
ولو أبصرت شرًا في منامي ... لوافى الشر من قبل الأذان
وذِي شِطاطٍ كصدرِ الرُّمْحِ معتقلٍ ... بمثلهِ غيرَ هيَّابٍ ولا وَكِلِ
اللغة: ذي: بمعنى صاحب، الشطاط: بالفتح والكسر، اعتدال القامة، والاعتقال: أنْ يضع الفارس رمحه بين ساقه وركابه، والهيّاب: الجبان، وكذلك الهيوب، وفي الحديث: الإيمان هيوب، أي صاحبه يهاب المعاصي، والوكل: العاجز.
الإعراب: الواو واو ربّ، ولا شكّ أنّ ربّ حرف تقليل، ويستعمل في التكثير، كما قال تعالى: [رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ] (٥)، وهي مختصة بالنكرات، وفي ربّ تسع لغات (٦): رُبْ، ورُبَّ، ورُبُّ، ورُبَّتْ، ورُبَّتَ، ورَبَّتْ، ورَبَّتَ، ورَبَّ، وربَّتما، ذي: هي بمعنى صاحب هنا، وهي مجرورة برب مضمرة، وعلامة جرها الياء، شطاط: مضاف إلى ذي، كصدر: الكاف بمعنى مثل، وهي في موضع الجر؛ لأنها صفة لذي،
_________
(١) زيادة يقتضيها السياق، وهي في الغيث المسجم ١/ ٢٤٠
(٢) سبط ابن التعاويذي، ديوانه / (م).
(٣) ديوان سقط الزند، ص ٢٤١
(٤) ديوانه / (م).
(٥) الحجر: ٢
(٦) قال ابن هشام في المغني، ص ١٨٤: وفي ربَّ ست عشرة لغة: ضم الراء وفتحها، وكلاهما مع التشديد والتخفيف، والأوجه الأربعة مع تاء التأنيث ساكنة أو محركة ومع التجرد منها، فهذه اثنتا عشرة، والضم والفتح مع إسكان الباء، وضم الحرفين مع التشديد ومع التخفيف.
1 / 42