***173]
اللهم إني أسئلك من علمك بأنفذه، وكل علمك نافذ، اللهم إني أسئلك بعلمك كله.
قد اختلفت كلمة أصحاب السلوك والعرفان ومشايخ المعرفة وأرباب الإيقان في أن حقيقة الواجب جل سلطانه وبهر برهانه هل هي الوجود بشرط عدم الأشياء معه المعبر عنه بالوجود بشرط لا والمرتبة الأحدية والتعين الأول والهوية الغيبية ومرتبة العماء على قول، أو الوجود المأخوذ لا بشرط شيء، أي الطبيعة من حيث هي هي المعبرعنها بالوجود المطلق. كما قال المثنوي:
ما عمهاييم هستي ها نما ......تو وجود مطلق وهستي ما
والهوية السارية في الغيب والشهود وعنقاء المغرب الذي لا يصطاده أوهام الحكماء كما قيل:
عنقا شكار كس نشود دام باز كير......كانجا هميشه باد به دست است دام را
بعد الإتفاق في أن الفيض الأقدس والتجلي في مقام الواحدية وإظهار ما في غيب الغيوب في الغيب من الأعيان الثابتة والأسماء الإلهية والفيض المقدس وطلب ظهور مفاتح الغيب من الحضرة العلمية في العين ومن الغيب في الشهادة ظلان لذلك الوجود، وظل الشيء هو هو باعتبار وغيره باعتبار، وبعد الإتفاق في وحدة حقيقة الوجود بل الموجود الحقيقي. وقد استقر رأي الفحول المطابق للبرهان والموافق للعيان على الثاني وأن حقيقته هو الواجب الوجود لا بشرط شيء وتعين وحيثية تعليلية أو تقييدية، فإن حقيقته هو الوجود الصرف والخير المحض والنور الخالص بلا شوب عدم واختلاط شرية وغبار ظلمة وليس لعدم شيء في انتزاع مفهوم الوجود عنه مدخل، فإنه المصداق بالذات للوجود، وقد ثبت عند أرباب التحقيق وأصحاب التدقيق أن المصداق الذاتي للشيء ما لا يكون لانتزاع مفهومه عنه محتاجا إلى دخل حيثية تعليلية أو تقييدية، بل مع عزل النظر عن كل شيء وحيثية ينتزع منه والألم يكن المصداق مصداقا بالذات والفيض المنبسط على الأشياء المجامع كل شيء ظل الوجود اللا بشرط لا بشرط لا.
فليتدبر في قوله: {هو الذي في السماء إله وفي الأرض إله}(الزخرف:84)، {وهو معكم أينما كنتم}(الحديد:4)، {وهو الأول والآخر والظاهر والباطن}(الحديد:3)، {وألا إنه بكل شئ محيط}(فصلت:54).
Страница 139