بالعبارتين فرقانا مستبينا ومباينة باتة" انتهى كلامه بألفاظه نور الله مضجعه وأسكنه الله جنته وقد بلغ كمال النصاب في التحقيق وأتى بغاية الصواب والتوفيق كيف وهو إمام الفلسفة وإبن بجدتها وشيخ أصحاب المعرفة وسيد سادتها.
إشراق عرشي
واعلم أيها المسكين أن السالك إلى الله بقدم المعرفة قد ينكشف له في بعض حالاته أن سلسلة الوجود ومنازل الغيب ومراحل الشهود من تجليات قدرته تعالى ودرجات بسط سلطنته ومالكيته ولا ظهور لمقدرة إلا مقدرته ولا إرادة إلا إرادته بل لا وجود إلا وجوده. فالعالم كما أنه ظل وجوده ورشحة جوده ظل كمال وجوده فقدرته وسعت كل شيء وقهرت على كل شيء والموجودات بجهات أنفسها لاشيئية لها ولا وجود فضلا عن كمالات الوجود من العلم والقدرة وبالجهات المنتسبة إلى بارئها القيوم كلها درجات قدرته وحيثيات كمال ذاته وظهور أسمائه وصفاته ومن ذلك ينكشف قوله بالقدرة التي استطلت على كل شيء، فإن الإستطالة هي سعة القدرة وبسط السلطنة عليها وهو تعالى بظهور قدرته وسع كل شئ. {وما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها}(هود:56). وله تعالى الإستطالة وبسط القدرة بالفيض المقدس على الأعيان الموجودة والمهيات المحققة في عوالم الشهادة المضافة والمطلقة، وله الإستطالة بالفيض الأقدس على الأعيان الثابتة والمهيات المقدرة في الحضرة العلمية الجمعة.
ثم إن القدير من السماء الذاتية على ما مر من تحقيق شيخنا العارف الكامل أدام الله تأييداته والقادر من أسماء الصفات على ما عين الشيخ الكبير في إنشاء الدوائر والمقتدر بأسماء الأفعال أشبه، وإن جعله الشيخ من أسماء الصفات. والله العالم.
Страница 138