فما حكاه أبو زيد، من دخول من عليه، والإضافةِ والقلبِ، يدّل أنّه مصدرُ، وليس باسم فعل، لأن أسماءَ الفعل لا تضافُ، ولا يدخل عليها عواملُ الأسماءِ، ألا ترى أنّ أبا الحسن يقول: إنّ دونك ليس يبتصب على حدّ انتصابه قبل.
ويقوّى كونه مصدرًا، أنّ أبا عمرو الشّيبانّى حكى: ما بلهك لا تفعل كذا؟ أي مالك؟
ومن الناس من ينشد: بلهَ الأكفّ على [هذا] الإنشادِ اسمُ فعلٍ، كأنه قال: دع الأكفّ، فجعلها اسمًا لدعْ.
والدلالةُ على جواز ِ كونها للفعل - كما أجاز [فيه] سيبوبه - قول الشاعر:
تمشى القطوفُ إذا غنّى الحداةُ بها ... مشىَ الجوادِ فبلهَ الجلّةَ النّجبا
فأمّا قول الشاعر: بله م أسعُ، فيجوز على قياس قول سيبوبه أن يكونَ موضعُ ما نصبًا، ويكون في بله ضمير، ويدلّ على ذلك: بلهَ الجلّةَ النّجبا.
1 / 27