[النساء: آية ٦٥] فإنه نعى الإيمان عمن لم يحكمه؛ وتحكيمه هو تحكيم ١ ما جاء به حيا وميتا ففي حياته كان هو الحاكم بينهم بالوحي؛ وبعد وفاته نوابه وخلفاؤه؛ يوضح ذلك أنه قال:"لا تجعلوا قبري عيدا" ٢؛ ولو كان يشرع لكل مذنب أن يأتي إلى قبره ليستغفر له لكان القبر أعظم أعياد المذنبين؛ وهذا مضادة صريحة لدينه وما جاء به؛ انتهى.
وأما قول الملحد: وقال تعالى: في شأن أهل أحد: ﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ﴾ [آل عمران: آية ١٥٩] وقال تعالى: ﴿وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾ [محمد: آية ١٩] .
فنقول: هذا كان في حياته بأبي هو وأمي وقد فعل ما أمره الله به؛ وأما بعد وفاته فحاشا وكلا؛ ولو كان مشروعا بعد موته لأمر به أمته وحضهم عليهم؛ ورغبهم فيه؛ ولكان الصحابة وتابعوهم
_________
١ "هو تحكيم" سقطت من الأصل وطبعة الرياض. والاستدراك من "الصارم" المنكى.
٢ الحديث أخرجه أبو داود في سننه- كتاب المناسك- باب زيارة القبور عن أبي هريرة مرفوعا: "لا تجعلوا بيوتكم قبرا؛ ولا تجعلوا قبري عيدا؛ وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم" قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ في الاقتضاء ٢/٦٥٤: إسناده حسن؛ فإن رواته كلهم ثقات مشاهير. لكن عبد الله بن نافع الصائغ- أحد رجال السند – الفقيه المدني صاحب مالك فيه لين لا يقدح في حديثه ... إلخ. وقد تقدم الكلام على هذا الحديث في رسالة ابن معمر "الرد على القبوريين".
1 / 79