25
ولما كان الله لطيفا رحيما حقا بالجميع، وكانت مهمة النبي أقرب إلى تعليم الفضيلة الحقة وتهذيب البشر منها إلى تعليم القوانين الخاصة بالوطن، فلا شك أن جميع الأمم كان لها أنبياء، وأن هبة النبوة لم تكن قاصرة على العبرانيين. وهذا ما يشهد به التاريخ الديني والتاريخ الدنيوي على السواء. وإذا لم تكن الروايات المقدسة في العهد القديم تدل على إرسال الأنبياء إلى سائر الأمم كما أرسلوا إلى العبرانيين، أو على أن الله لم يرسل إليها صراحة أي نبي غير يهودي، فهذا لا يهم في شيء؛ لأن العبرانيين لم يهتموا إلا برواية شئونهم الخاصة، لا برواية شئون غيرهم من الأمم. يكفي إذن أن نجد في العهد القديم أن أشخاصا غير مختونين وغير يهود مثل نوح،
26
وأخنوخ،
27
وأبيملك،
28
وبلعام
29 ... إلخ قد تنبأوا، وأن الله من جهة أخرى قد أرسل أنبياء عبرانيين لأمم كثيرة لا لأمتهم وحدها. فقد تنبأ حزقيال لجميع الأمم المعروفة في عصره، ولم يكن عوبديا
30
Неизвестная страница