التي نسب إليه فيها القول بالرؤية، وبقدم القرآن، بمخافة أهل البيت ﵈، وبناها على مجرّد التوهمات الواهية، والتخيلات الباردة، ولم يوجب الكلام عليه في ذلك إلاّ العمل بمقتضى مذهب أهل البيت ﵈ ولا فعل شيئًا إلاّ وفيه خلاف بينهم ﵈ ولكنه كان يرى أنّهم إذا اختلفوا، وكان مع أحد الفريقين منهم نصّ نبوي وكان الفريق الآخر محتج بالرأي مصرّحين به أو محتجين بحديث ضعيف عنده؛ رجّح العمل بقول مع عضده النّص النّبوي، ولا أقلّ لرسول الله من أن يكون كلامه مرجحًا فقط، وإنكار هذا من عود الدين غريبًا.
وقال ﵀ في شأن المتكلمين في ذلك (١):
إن كان حبي حديث المصطفى زللًا (٢) ... مني فما الذّنب إلاّ من مصنّفه
وإن يكن حبّه دينًا لمعترف ... فذاك ديمي وهمّي في تعرّفه
ومذهبي مذهب الحق اليقين فما ... تحوّل الحال إلا من تشوّفه
وذاك مذهب أهل البيت إنهم ... نصّوا بتصويب كلّ في تصرّفه
نصّوا بتصويب كلّ في الفروع فما ... لوم الذي لام إلاّ من تعسّفه
فما قفوت سوى أعلام منهجه ... ولا تلوت سوى آيات مصحفه
أمّا الأصول فقولي فيه قولهم ... لا يبتغي القلب حيفًا عن تحنّفه
ففي المجازات أمضي نحو معلمه ... وفي المحارات أبقى وسط موقفه
وإن سعيت فسعيي حول كعبته ... وإن وقفت ففي وادي معرّفه
_________
(١) ذكر المؤلف بعض هذه القصيدة في «الروض»: (١/ ١٢).
(٢) في نسخة: «خللًا».
المقدمة / 43