Мусульманские путешественники в средние века
الرحالة المسلمون في العصور الوسطى
Жанры
اللبناني أستاذ الآداب السامية في جامعة برنستون بالولايات المتحدة على نشر كتاب الاعتبار سنة 1930. وقدمه بترجمة طريفة لأسامة، قال فيها: «فحياة أسامة إذن تمثل لنا الفروسية الإسلامية العربية على ما ازدهرت في ربوع الشام في أواسط القرون الوسطى، والتي بلغت حدها الكامل في صلاح الدين، وسيرته تتضمن موجز تاريخ البلاد في القرن الثاني عشر - قرن التجريدات الصليبية الثلاث الأولى، ومذكراته الموسومة بكتاب «الاعتبار» مرآة تتجلى فيها المدينة الشامية في أجلى مظاهرها - وذلك ليس بحد ذاتها فقط بل مع المدينة الإفرنجية التي قامت إلى جانبها. ولو أن أسامة عاش اليوم، لكان عضوا عاملا في المجمع العلمي العربي، ولكان بيته صالونا للأدب بدمشق، ولراسل «الهلال» و«المقطم» ولأكثر من العيش في الهواء الطلق، يدرس طبائع الحيوان ويرقب نمو النبات، ولنالت جياده العربية جوائز السبق في بيروت، ولكان بلا تردد في أثناء الحرب العظمى ديوان فرقة من المطوعة يتولى قيادتها بنفسه.»
وكتاب «الاعتبار» غني بأخبار القتال بين المسلمين والصليبيين، وبما شاهده أسامة في دمشق ومصر، وبما اشترك فيه من المطارد والمصايد ومكافحة الأسود. ومن أمتع فصوله ما كتبه أسامة عن الصليبيين؛ فقد كان يطوف في أنحاء إماراتهم، ويقاتلهم مع سائر المسلمين مع صداقته لبعضهم ولا سيما الفرسان الداوية
Templars - وكان هؤلاء الفرسان يخلون له في المسجد الأقصى مكانا صغيرا يصلي فيه حين يزور بيت المقدس. ومما كتبه عن الإفرنج: «ليس عندهم شيء من النخوة والغيرة. يكون الرجل منهم يمشي هو وامرأته يلقاه رجل آخر يأخذ المرأة، ويعتزل بها ويتحدث معها. والزوج واقف ناحية ينتظر فراغها من الحديث. فإذا طولت عليه خلاها مع المتحدث ومضى!» وساق أسامة ثلاث قصص في هذا الصدد. منها قصة إفرنجي «جاء يوما ووجد رجلا مع امرأته في الفراش» فقال له: «أي شيء أدخلك إلى عند امرأتي؟» قال: «كنت تعبان، دخلت أستريح.» قال: «فكيف دخلت إلى فراشي؟» قال: «وجدت فراشا مفروشا نمت فيه.» قال: «والمرأة نائمة معك؟» قال: «الفراش لها. كنت أقدر أمنعها من فراشها؟!» قال: «وحق ديني، إن عدت فعلت كذا تخاصمت أنا وأنت.» فكان هذا نكيره ومبلغ غيرته!»
وكان أسامة يعجب بمهارة بعض أطباء الصليبيين، ولكنه كان يتهكم من جهل البعض الآخر ومن سذاجة الناس في الإيمان بهم. وروى في هذا الصدد قصة عن حاكم بلدة صليبية شمالي لبنان. كان هذا الحاكم صديقا لعم أسامة فكتب إليه يطلب منه إيفاد طبيب يداوي بعض المرضى من أهل بلدته. فأرسل إليه عم أسامة طبيبا عربيا نصرانيا. ولم يطل غياب هذا الطبيب؛ فلما رجع قال له أهل أسامة متهكمين: ما أسرع ما داويت المرضى! فأجاب: «أحضروا عندي فارسا قد طلعت في رجله دملة وامرأة قد لحقها نشاف.
1
فعلمت للفارس لبيخة ففتحت الدملة وصلحت. وحميت المرأة ورطبت مزاجها. فجاءهم طبيب إفرنجي فقال: «هذا ما يعرف شيء يداويهم!» وقال للفارس: «أيهما أحب إليك تعيش برجل واحدة أو تموت برجلين؟» قال: «أعيش برجل واحدة.» قال: «أحضروا لي فارسا قويا وفأسا قاطعا.» فحضر الفارس والفأس، وأنا حاضر، فحط ساقه على قرمة خشب فقال للفارس: «اضرب رجله بالفأس ضربة واحدة اقطعها.» فضربه وأنا أراه ضربة واحدة ما انقطعت. ضربه ضربة ثانية فسال مخ الساق ومات من ساعته. وأبصر المرأة فقال : «هذه امرأة من رأسها شيطان قد عشقها. احلقوا شعرها.» فحلقوه. وعادت تأكل من مآكلهم الثوم والخردل فزاد بها النشاف. فقال: «الشيطان قد دخل في رأسها.» فأخذ الموسى وشق رأسها صليبا وسلخ وسطها حتى ظهر عظم الرأس وحكه بالملح، فماتت في وقتها. فقلت لهم: «بقي لكم إلي حاجة؟!» قالوا: «لا.» فجئت وقد تعلمت من طبعهم ما لم أكن أعرفه!»
2
وروى أسامة في كتاب الاعتبار (ص134-135) قصة استنبط منها أن الصليبيين ترق أخلاقهم وتحسن طباعهم باستيطان الشرق ومعاشرة المسلمين. وقال في هذا الصدد: «فكل من هو قريب العهد بالبلاد الإفرنجية أجفى أخلاقا من الذين تبلدوا
3
وعاشروا المسلمين.»
Неизвестная страница