قد سبقت لَهُ عناية بِأَنَّهُ لَا يُعَاقب وجد الله غَفُورًا رحِيما فَبَدَا لَهُ من الله مَا لم يكن يحتسبه
أَقُول هَذَا أَيْضا من جملَة تَحْرِيف الْآيَات افتراء على الله تَعَالَى فَإِن الْآيَة سيقت فِي حق الْكفَّار قَالَ الله تَعَالَى ﴿وَإِذا ذكر الله وَحده اشمأزت قُلُوب الَّذين لَا يُؤمنُونَ بِالآخِرَة وَإِذا ذكر الَّذين من دونه إِذا هم يستبشرون قل اللَّهُمَّ فاطر السَّمَاوَات وَالْأَرْض عَالم الْغَيْب وَالشَّهَادَة أَنْت تحكم بَين عِبَادك فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ وَلَو أَن للَّذين ظلمُوا مَا فِي الأَرْض جَمِيعًا وَمثله مَعَه لافتدوا بِهِ من سوء الْعَذَاب يَوْم الْقِيَامَة وبدا لَهُم من الله مَا لم يَكُونُوا يحتسبون وبدا لَهُم سيئات مَا كسبوا وحاق بهم مَا كَانُوا بِهِ يستهزؤون﴾
فالآية نزلت تخويفا للْكفَّار الْآمنينَ من الْآخِرَة وعذابها لَا تأمينا للخائفين الَّذين قَالَ الله تَعَالَى مادحا لَهُم ﴿ذَلِك لمن خَافَ مقَامي وَخَافَ وَعِيد﴾
وَمَا أحقه وطائفته بِهَذِهِ الْآيَة فَإِنَّهُم أولى بهَا من الْكفَّار الَّذين نزلت فِي حَقهم فَإِنَّهُم أَشد النَّاس أمنا من عَذَاب الله تَعَالَى ووعيده على مَا لَا يخفى
فَإِذا مَاتُوا بدا لَهُم من الله مَا لم يَكُونُوا يحتسبون من خلف الْوَعيد وَجعل الْعَذَاب عذبا ونعيما ﴿وَسَيعْلَمُ الْكفَّار لمن عُقبى الدَّار﴾
ثمَّ بنى على مَا أسلف من قَاعِدَته الخبيثة إِلَى أَن قَالَ غير أَن
1 / 101