ألْقى السّمع فَإِن هَذَا الَّذِي ألْقى السّمع لابد أَن يكون شَهِيدا لما ذَكرْنَاهُ
وَمَتى لم يكن شَهِيدا لما ذَكرْنَاهُ فَمَا هُوَ المُرَاد بِهَذِهِ الْآيَة
فَأُولَئِك الَّذين قَالَ الله تَعَالَى فيهم ﴿إِذْ تَبرأ الَّذين اتبعُوا من الَّذين اتبعُوا﴾ وَالرسل لَا يتبرءون من أتباعهم الَّذين اتَّبَعُوهُمْ
أَقُول هَذَا من جملَة إلحاده فِي آيَات الله تَعَالَى وتقليبه مُرَاد الله تَعَالَى فَإِن المُرَاد بالمتبعين والمتبعين فِي الْآيَة الْكفَّار لَا كل من قلد وقلد فَإِن أهل السّنة هم المقلدون للأنبياء عَلَيْهِم الصَّلَوَات وَالسَّلَام حَقًا فَلَا يتبرءون من أتباعهم كَمَا لَا يتبرأ الْأَنْبِيَاء مِنْهُم
قَوْله لابد أَن يكون شَهِيدا لما ذَكرْنَاهُ إِلَخ
دَعْوَى مِنْهُ كَاذِبَة دلّ على بُطْلَانهَا براهين الْكتاب وَالسّنة والمعقول
قَالَ فحقق يَا ولي مَا ذكرته لَك فِي هَذِه الْحِكْمَة القلبية
وَأما اختصاصها بشعيب فَلَمَّا فِيهَا من التشعب أَي شعبها لَا تَنْحَصِر لِأَن كل اعْتِقَاد شُعْبَة فَهِيَ شعب كلهَا أَعنِي الاعتقادات فَإِذا انْكَشَفَ الغطاء انْكَشَفَ لكل أحد بِحَسب معتقده وَقد ينْكَشف بِخِلَاف معتقده فِي الحكم وَهُوَ قَوْله ﴿وبدا لَهُم من الله مَا لم يَكُونُوا يحتسبون﴾
فأكثرها فِي الحكم كالمعتزلي يعْتَقد فِي الله نُفُوذ الْوَعيد فِي العَاصِي إِذا مَاتَ على غير تَوْبَة
فَإِذا مَاتَ وَكَانَ مرحوما عِنْد الله تَعَالَى
1 / 100