إذ قال لهم عبد الله: أليس لي عليكم السمع والطاعة؟ قالوا: بلى، قال: فما أنا بآمركم بشيء إلا فعلتموه؟ قالوا: بلى، قال: فإني أعزم عليكم بحقي وطاعتي لما تواثبتم في هذه النار فقام ناس فتحجزوا حتى إذا ظن أنهم واثبون فيها قال: أمسكوا عليكم أنفسكم فإنما كنت أضحك معكم؛ فلما قدموا على رسول الله ﷺ ذكروا ذلك له؛ فقال رسول الله ﷺ: «من أمركم منهم بمعصية فلا تطيعوه» .
هذا حديث حسن، أخرجه أبو عبد الله بن ماجه في «سننه» من حديث أبي سعيد الخدري.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي زيد الأصبهاني، قال: أنبا أبو منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي، قال: أنبا أبو الحسين أحمد بن محمد، قال: أنبا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب، قال: ثنا محمد بن محمد التمار، قال: ثنا محمد بن كثير، قال: ثنا سفيان، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة، عن عبد الله بن عمرو، قال: كنا مع رسول الله ﷺ في سفر فمنا من ينتضل ومنا من هو في مجشره ومنا من يصلح خباءه، فنودي: الصلاة جامعة، فاجتمعنا فإذا رسول الله ﷺ يخطب: " إن لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا الله عليه أن يدل أمته عن ما يعلم أنه خير لهم، وينذرهم ما يعلم أنه شر لهم؛ وإن هذه الأمة جعلت عافيتها في أولها، وسيصب في آخرها بلاء وتردف الفتن بعضها بعضا؛ فتجيء فتنة فيقول: هذه مهلكتي، ثم تنكشف ثم
1 / 85