من نظر أول نظرة، فاحترق من خد الحبيب بجمرة، والنظر داعية الأرق وزناد الحرق، كم دعا إلى الجماع المحرم بالإجماع، فهو سهم مسموم، وفعل مذموم. ومن أطوار العشق: سحر الجفون، ونبل العيون، وتغير الألوان عند العيان، من صفرة وجل، وحمرة خجل، وما في معنى ذلك من عقد اللسان، وسحر البيان. وهنا تفضيل بين البيض والسود، والسمر ذوات النهود، وهذا مما يميل إليه المصريون في الغالب. ومن أطواره: الغيرة، وما فيها من الحيرة، وإفشاء السر والكتمان، عند عدم الإمكان، ومغالطة الحبيب واستعطافه، وتلافي غيظه وانحرافه، والرسل والرسائل، والتلطف في الوسائل، والاحتيال على طيف الخيال، وغير ذلك ممل قيل فيه، على اختلاف معانيه، وقصر الليل وطوله، وخضاب شفقه ونصوله، وقلة عقل العذول، وما عنده من كثرة الفضول، وحسن الإشارة، إلى الوصل والزيارة، وذم الرقيب والنمام والواشي كثير الكلام، والعتاب عند اجتماع الأحباب، وما في ذلك من الرضى، والعفو عما مضى، وإغاثة العاشق المسكين، إذا وصلت العظم السكين، ودواء علة الجوى، وما يقاسيه أهل الهوى، وتعنت المعشوق على الصب المشوق، وغير ذلك من أقسام الهجر، وصبر القابض فيه على الجمر، والدعاء على المحبوب، وما فيه من الفقه المقلوب، وبدو الخضوع، وانسكاب الدموع، والوعد والأماني، وما فيهما من راحة العاني، والرضى من المحبوب، بأيسر مطلوب، واختلاط الأرواح، كاختلاط الماء بالراح،
1 / 28