وعود المحب كالخلال، وطيف الخيال، وما في معناه في رقة خصر الحبيب، وتشبيه الردف بالكثيب، وما يكابده في طلب الأحباب، من الأمور الصعاب، وطيب ذكرى حبيب وما عولج به العشق من الدواء، وقصد به السلو عن الهوى، وخفقان القلب والتلوين، عند اجتماع المحبين، وأسرار المحبة، وما فيها من اختلاف آراء الأحبة. ومن أطواره أيضا: هجر الدلال، وهجر الملال، وهجر الجزاء والمعاقبة، والهجر الخلقي. ومن العشاق من مات من حبه، وقدم على ربه من غني وفقير، وكبير وصغير، على اختلاف ضروبهم، وتباين مطلوبهم. ومنهم من خالسته عيون الإماء، فأسلمته للفناء. ومنهم من حظي
بالتلاقي، بعد تجرع كأس الفراق. ومنهم من سمي بالفساق. ومنهم من حمله هواه، على أذية من يهواه. ومنهم من عانده الزمن في مطلوبه، حتى شورك في محبوبه. ومنهم من عوقب بالفسق، ولم يشتهر بالعشق. ومنهم من حل عقد المحبة، وخالف سنن الأحبة. ومنهم من تمادى على نقض العهد، ومات على إخلاف الوعد. ومنهم من أشبه العشاق في محبته، وشاكلهم في مودته. ومنهم من أناح به فقتله، حتى أذهب عقله. ومنهم من جرع كأس الضنى، وصبر على مكابدة العناء. وبالجملة، فالعشق أطوار كثيرة، وللعشاق أحوال غزيرة، لا تنالها العبارة، ولا تحيط بها الإشارة، وقد عقد الفاضل الأديب الشيخ شهاب الدين أحمد بن أبي حجلة المغربي في "ديوان الصبابة"، والشيخ داود الأنطاكي المعروف بالأكمه في "تزيين
1 / 29