ولا يَدْخُلُ الملائِكَةُ في قوله (إنَّ الذينَ آمنوا وعَمِلوا الصالحاتِ) لأنّ هذا اللفظ مُخْتَصَّ بِعُرْف الاستعمال فيمن آمَنَ من البشر، بدليل أنَّه هو المتبادَرُ إلى الأَفْهام عند الإطلاق.
فإنْ قيلَ: البريّةُ مأخوذ من البرَى. وهو التُرابُ، فكأنَّه قال: إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خَيْرُ البريئة.
فالجوابُ من وجهَيْن: أحدُهما أنَّ أئمة اللغة قد عَدّوا البريئة في جملة ما تركت العرب هَمْزَهُ.
والوجهُ الثاني، وهو الأظْهَرُ، أنَّ نافعًا
قرأ بالهمز. وكلا القرآءتَيْن كلامُ الله. فإنْ كانت إحدى القرآءتَيْن قد فَضّلَت الذين آمنوا وعملوا الصالحات على سائرِ البشر، فقد فَضّلتْهم القراءهُ الأُخرى على سائر الخَلْق. وإذا ثَبَتَ
1 / 36