ومنها: أنَّ اللهَ ﷿ عَرَض عليه مفاتيح كنوز الأرض، وخيّره بين أن يكون نبيًّا ملِكًا، أو نبيًّا عبدًا. فاستشارَ جبريل. فأشار إليه أنْ تواضَعْ. فقال: بل نبيًّا عَبْدًا، أجوعُ يومًا وأشبعُ يومًا. فإذا جعتُ دَعَوْتُ اللهَ، وإذا شَبِعْتُ شكرتُ الله. قصد ﷺ أن يكون مَشْغُولًا بالله في طَوْرَيِ الشِدّةِ والرخاء، والنعمةِ والبلاء.
ومنها: أنَّ الله أرسله رحمةً للعالَمين. فأمْهَلَ عُصاةَ أمّته، ولم يُعاجِلْهُم إبقاءً عليهم، بخلاف مَنْ تَقَدّمه من الأنبياء، فإنّهم لَمّا كذّبوا عوجلوا بِذُنوبهم.
وأما أخلاقه ﷺ في حِلْمه وعَفْوه وصَبْره وصفحه وشُكْره، ولينه في الله، وأنَّه لم يَغْضَب لِنفسه، وأنه جاء لإتمام مكارمَ الأخلاق،.
1 / 32