في الكلمة ، وكلامنا في الثاني لا الاول ، انتهى المحصل من كلامه المحكي وأنت خبير بما فيه.
أما اولا : فلان دعواه الاجماع المحصل في المقام اولى مع ادعائه الشهرة في آخر كلامه كما ترى .
وأما ثانيا : فلان نسبة دعوى الاجماع الى العلامة في النهاية سهو فاحش.
بل الموجود في النهاية هو أن العلامة. بعد ما ذكر الخلاف في أن لفظ النسخ. هل هو حقيقة في خصوص الازالة؟ كما في قولهم : «نسخت الشمس الظل» ، أي ازالته ، أو حقيقة في النقل والتحويل؟ كما في قولهم : «نسخت الكتاب» أي نقلت ما فيه الى كتاب آخر ، ومنه تناسخ القرون وتناسخ المواريث. يراد تحويلها ونقلها من وارث الى آخر. واختار الاول تبعا لابي الحسين البصري.
قال في جملة ادلته الثاني : اطلاق اسم النسخ على النقل في قولهم : نسخت الكتاب مجاز ، لان ما في الكتاب لم ينقل حقيقة وإذا كان اسم النسخ مجازا في النقل ، كان حقيقة في الازالة لعدم استعماله فيما سواهما. قال : وهو حجة أبي الحسين.
ثم تنظر فيه ، وقال بعده ، واعترض أيضا : بأن اطلاق اسم النسخ في الكتاب ، ان كان حقيقة بطل كلامكم. وان كان مجازا امتنع ان يكون التحول مستعارا من الازالة. لانه غير مزال ولا يشبه الازالة.
فلا بد من استعارته من آخر. وليس الا النقل فكان مستعارا منه.
ووجه استعارته منه. ان تحصيل مثل ما للمنسوخ في المنقول اليه يجري مجرى نقله وتحويله. فكان منه بسبب من اسباب التجوز. واذا كان
Страница 76