От вероучения к революции (4): Пророчество – Воскрешение
من العقيدة إلى الثورة (٤): النبوة – المعاد
Жанры
34
وإذا كان العقل في غنى عن الرسل، فقد كان بإمكان الله اضطرار العقول إلى معرفته دونما حاجة إلى اللف والدوران وتأسيس الوحي على العقل وجعل من يقدح في العقل يقدح في النقل، وإذا كان العقل هو الأساس ففيم النقل؟ وما الفائدة من الرسل إذا كان في العقل مندوحة؟ إذا كان العقل يحسن ويقبح، فما فائدة الوحي؟
35
ليس القول باكتفاء العقل استبدادا بالرأي، ولكنه ثقة بالعقل وإعلان لاستقلاله، وهو ما ترمي إليه النبوة؛
36
فالمدافع عن النبوة ضد العقل إنما يتمثل النبوة في مراحلها الأولى قبل اكتمالها، والمدافع عن العقل مكتفيا بذاته دونما حاجة إلى نبوة إنما يتمثل النبوة في آخر مراحلها بعد اكتمالها؛ فالنبوة وسيلة لاكتمال العقل، وكمال العقل غاية النبوة. (ج) الاستحالة العملية
وتقوم الاستحالة العملية على نفي التكليف ابتداء أو نفي اعتبار الشرائع مضادا للعقل. فما الداعي إلى الخلق ثم التكليف؟ وإذا كان الخلق نعمة فإن التكليف نقمة؛ وبالتالي يكون الفعل متناقضا بين أوله وآخره، وتتمثل استحالة التكليف تفصيلا في عدة أمور؛ إذ كيف يكون التكليف ممكنا مع جبر الأفعال لما كانت الأفعال كلها واقعة بقدرة الله ومعلومة من قبل؟ إن ضياع حرية الإنسان أمام إرادة مطلقة تعلم كل شيء سلفا يقضي على شرعية التكليف أولا، وعلى أسباب وجود النبوة ذاتها ثانيا. كيف يبعث نبي ومعلوم سلفا مصير الإنسان وماذا سيفعل وإذا كان سيهتدي أم لا؟ ما فائدة التبليغ ومصير الإنسان مقدر من قبل؟ كيف يعاقب الإنسان وهو معروف سلفا أنه سيموت كافرا حتى ولو أرسلت إليه الرسل؟ ذلك سفه، والعقاب ظلم قبيح، كما أن التكليف إضرار لما يلزمه من التعب والنصب في حالة الفعل، والعقاب في حالة الترك؛ فهو تعب في الدنيا وعقاب في الآخرة، وإذا كان التكليف لا لغاية فإنه يكون عبثا، وإذا كان لغرض يعود على الله فالله منزه عن الأغراض وغني عن العالمين، وإذا كان لغرض يعود على الإنسان فإما أن يكون ضررا وهو منتف يرفضه العقل، وإما أن يكون نفعا وهو ما لا وجود له؛ فالتكليف إضرار بالعقاب، خاصة للكفار وللعصاة، وإذا كان التكليف مع الفعل فلا فائدة لوجوبه ما دام في الفعل غنى عنه، وإذا كان قبل الفعل فإنه يكون تكليفا بما لا يطاق؛ لأن الفعل قبل الفعل محال، وأخيرا فإن التكليف بالأفعال الشاقة يشغل عن التفكير ويحيد عن معرفة الله، فالفاعل لا يكون حكيما والحكيم لا يكون فاعلا.
37
والحقيقة أن كل هذه الحجج ضد التكليف يمكن الرد عليها؛ فالخلق بلا تكليف مجرد طبيعة دون عقل، ومادة دون حرية، وإن ما يميز الإنسان عن باقي الظواهر الطبيعية هو التكليف الحر، وإلا كان مجرد مخلوق مثلها؛
38
Неизвестная страница