دعا إلى التوحيد وبين أدلته وبين الشرك وما يبطله وفيه قال الإمام العلامة الأديب أبوبكر حسن بن غنام ﵀: تعالى:-
وعاد به نهج الغواية طامسا ... وقد كان مسلوكا به الناس ترتع
وجرت به نجد ذيول افتخارها ... وحق لها بالأمعي ترفع
فآثاره فيها سوام سوافر ... وأنواره فيها تضيء وتسطع
فهذا المعترض لو تصور وعقل لتبين له أن ما احتج به ينقلب حجة عليه وقول المعترض وإن كان قد ورد في حق أهل الحرمين فهذا ظاهر البطلان إذ هي مهبط الوحي ومنبع الإيمان ولو قيل إن هذا الحديث وأمثاله ورد في ذم نجد وأهلها فقد ورد في ذمهم أحاديث كثيرة شهيرة منها قوله: ﷺ: "لا يزالون في شر من كذابهم إلى يوم القيامة".
فالجواب: أن نقول الأحاديث التي وردت في غربة الدين وحدوث البدع وظهورها لا تختص بمكة والمدينة ولا غيرهما من البلاد والغالب أن كل بلد لا تخلوا من بقايا متمسكين بالسنة فلا معنى لقوله: وإن كان قد ورد في حق أهل الحرمين والواقع يشهد لما قلنا وقد حدث في الحرمين في أواخر عهد الصحابة ﵃ بل وفي وقت الخلفاء الراشدين ما هو معروف عند أهل العلم مشهور في السير والتاريخ وأول ذلك مقتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان ﵁ ثم وقعت الحرة المشهورة ومقتل ابن الزبير في مكة وما جرى في خلال ذلك من الفتن وصارت الغلبة في الحرمين وغيرها لأهل الأهواء فإذا كان هذا وقع في خي رالقرون فما ظنك فيما بعد حين اشتدت غربة الإسلام وعاد المنكر معروفا والمعروف منكرا فنشأ على هذا الصغير وهرم عليه الكبير وأما قوله: إذ هي مهبط الوحي ومنبع الإيمان.
1 / 76