وبدعة أهل الحلول وبدعة أهل الاتحاد وبدعة الباطنية الإسماعيلية وبدعة النصيرية والقرامطة ونحوهم.
وأما أهل السنة والجماعة فيردون بدعة كل طائفة من هؤلاء الطوائف بحمد الله فالأئمة متمسكون بالحق في كل زمان ومكان والبلد الواحد من هذه الأمصار يجتمع فيها أهل السنة وأهل البدعة وهؤلاء يناظرون هؤلاء ويناضلونهم بالحجج والبراهين وظهر معنى قول النبي ﷺ: "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم أنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل".
وقال ﷺ: "بدأ الإسلام غريبا وسيكون غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء الذين يصلحون إذا فسد الناس" وفي رواية "يصلحون ما أفسد الناس".
وقد صنف العلماء ﵏ في بيان الاثنتين والسبعين فرقة عدة مصنفات وبينوا ما تنتحله كل فرقة من بدعتها المخالفة لما عليه أهل الفرقة الناجية وليس على الفرقة الناجية شناعة ولا نقص في مخالفة هذه الفرق كلها وإنما ظهر فضل هذه الفرقة بتمسكها بالحق وصبرها على مخالفة هذه الفرق الكثيرة والاحتجاج بالحق ونصرته وما ظهر فضل الإمام أبو حنيفة والإمام أحمد ومن قبلهما من الأئمة ومن بعدهما إلا بتمسكهم بالحق ونصرته وردهم الباطل وما ضر شيخ الإسلام أحمد بن تيمية وأصحابه حين أجلب عليهم أهل البدع وآذوهم بل أظهر الله بهم السنة وجعل لهم لسان صدق في الأمة وكذلك من قبلهم ومن بعدهم كشيخنا شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى: لما
1 / 75